شريف محيي الدين إبراهيم - الوحش

ألفوه مهتزا ، مضطربا!!
احتاروا في أمره....
هبوا لمساعدته، إلا أنه كان يزداد جبنا يوما بعد يوم، حتي تفاقمت حالته، وأمسي يخشى حتى من انعكاس ظل صورته في مياه بحيرتهم المقدسة!!
حاولوا معه كثيرا !!
وباءت كل مسعاهم بالفشل.
أسرعوا به إلى كبير حكمائهم، تفحصه بروية ،أمرهم بالمكوث خارج داره ، حتى ينفرد به وحده.
تحدث معه طويلا ، ثم خرج إليهم، منهكا، مقطبا الوجه، والعرق يتفصد من جبهته، قال في ضيق : حالته جد حرجة.
بل إنه زعم أنه لم يقابل أحدا من قبل في مثل جبنه.
تذمروا، طلبوا منه: أن يفعل أقصى ما في وسعه.
حذرهم في جدية قائلا : أرى أن تتركوه وشأنه، ربما كان حاله هكذا أفضل.
تضرعوا إليه، وألحوا كثيرا كي لا يتخلى عنه.
سقاه الحكيم شرابا، ادعي أنه شراب الشجاعة، ثم أمرهم:
أن يصنعَوا له معطفا من جلد الوحوش، على أن لا يخلعه عن جسده أبدا .
ثم أوصاهم:
أن يمكث في بيته، في حجره دامسة الظلام ، فلا يبرحها قط، حتى يكتمل القمر بدرا.
فلما صار القمر بدرا، أخرجوه من بيته عنوة.
ولم يكد يلمح ظل صورته منعكسة على مياه البحيرة المقدسة حتى انقلب حاله!!
،تحول....
وتجرأ.....
وتغير !!!
ومع أول شعاع لشمس الصباح، كان قد تبدل تماما،حتى حسب نفسه ذئبا مفترسا !
تمرد حتى على من ألبسوه المعطف.
جمع حوله بعض الرجال ، وشرع في مهاجمة فريسة حسبها سهلة المنال.
، وحين شق عنها ثوبها، فوجئ بما لم يخطر على باله قط!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى