الثقب الأسود

بنيتي لما تصرخي دائما، في جوف الطفل المستكين؟!
بنيتي لما أراك دائما، والحزن قاتم
قابع فوق الجبين، هل هو فراق، وبين علي طول الدرب السحيق، أم هو سراب على البعد جد عميق؟!
***
تسألني ابنتي في حيرة :
من هم أكثر الناس قربا إلى قلبك ؟!
ولما ذكرت لها، من أعتز كثيرا بوجودهم في حياتي....
قالت لي في جدية :
على أي أساس اخترتهم ؟!
قلت لها بعد أن تطلعت قليلا في عينيها الجميلتين البريئتين:
بعض الأرواح تكون معذبة، ومجرد الاقتراب منها هو شقاء ومعاناة...
هناك أشخاص ، قد تبدو جميلة من الخارج، ولكن هي في الحقيقة مشوهة من الداخل، ولا تسعى إلا لإيذاء كل من يقترب منها...!!
ثمة أرواح تتقارب وأخرى تتنافر وتتصارع،و ثمة أنفس مشوهة ولا تسعى إلا لتشويه كل شيء حولها...
وثمة إناس تحمل في داخلها نورا ودفئا يغمر كل من حولها...
أما الأجسام المعتمة التي لا تشع إلا حقدا وغيرة فهي مهما امتصت من ضوء أو نور فلا تشبع أبدا ، بل قد تستنفد من الآخر طاقته ، ثم تلقى به على طول ذراعيها في أقرب سلة قمامة...
مثلها مثل مصاصي الدماء، أو خفافيش الظلام.
هذا هو حال البشر، منذ بدء الخليقة، منذ أبينا أدم و أمنا حواء ...
طاقات هائمة بين العذبة الجميلة والمعذبة الشقية، بين من تشع وتفيض خيرا على من حولها، والأخرى التي تمتص حتى روح من يقترب منها فلا تتركه إلا مجرد جثة هامدة لا روح فيها.
كوني ضوءا.....
كوني خيرا ونورا على كل من حولك...
ولكن احذري يا صغيرتي الثقب الأسود.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى