محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لأنك شاعر..

لأنك شاعر
اذا لم تجد ألماً
يكفي لليلة
جرحت اهداب الحديقة
بساعديك العاريين
ثم اعتذرت لها
بقصيدةٍ من عطر
لأنك شاعر ، اذا لم تجد حرباً
وصيية يخدشون غباشهم ، بفارغ الرصاص والاعضاء
ويبقرون الوقت
بالمزاح السيء اللون ، حول من كانوا هنا منذ قبر
كانوا فحسب
لو لم تجد حرباً
لانشأت حربك ، في جموع الكلم
بين المعنى والمدلول
بين الصمت ، وعناكب الغُرفة الذين يشغلون وظيفة الايام
تشييد الاطلال قبل أن ترحل
مدينتك الصغيرة الى مدينتها
أنشأت حرباً
لا لشيء ، سوى لتجد ما تقوله
حين تعبرك الحبيبة ولا تجد
نصاً
يهيج صدرها العاري
ويزلقها
نحو ناصية البكاء
ولأنك شاعر
ما مشيت الى طريق
الا وخافتك الشوارع والمواسم
لأنك لا تمر
سوى لتسرق سرها
ثم تفشيها بكامل العصافير
لمهزلة القُراء الصامتين كما الخواء
ولانك شاعر
ما قلت يوماً احبكِ
الا وسقطت قُنبلة
لتتفرقا
ويكون للاقدار شيء دافئ ، تتناوله في الليالي المُشمسة
ما ذهبت الى المنافي
الا وقابلت
اصدقاءك في الوجوه
الا وقابلت الحبيبة ، وزهرة النهدين
على شرفة القاموس
تُلقنك البكاء
و فصاحة الرقص الجنوني
وشيئا من الموت المحنط في منامتك المزخرفة بالنعاس الناقص
ولانك شاعر
اذا لم تجد شيئاً ليجرحك
قطعت اصبعا ، او اصبعين
ثم كتبت
كم انهكني النزف من بعدك
كم انهكني
ولأنك شاعر ، لا تراهن على الحياة كثيراً ولا الفناء
لا قيامة ، لا حساب ، لا معنى ولا ضده
لا اُنثى ستكفي فيك اضلاع الفراش
لا جناح يكفي لتصعد نحو ربك حافياً مثل الضباب
لا احرف ستحكي عنك ما كنت تود أن تحكيه تماماً
لا مُغني
سيُهدهد الاوتار فيك
لا شمس تشرق في الشرق
لا شمس تغرب في الغرب
لا شمس تشوي فيك ، ما تمخضه الظهيرة من ظلال
اشيائك بسيطة كشهوة من الندى
تقطرت في صباحٍ انثوي
كرحلة نحو مدينة اُخرى
كناي يُعيد تقطيب الثقوب لكي يشوه فينا اغنية الصباح
كطُرفة مضحكة في عذاء
ككوب من الخمرة الرديئة
كانتهاء الاسئلة
اشياؤك تخص الاخرين
والاخرون يخصون
همجية الاقدار ، واصابعها المُشاكسة
في ابتكار المشنقة
اشياؤك ملكٌ لليل الاصدقاء ، لباحة الدرس المسائي ، لاعمدة الانارة وما عليها من قُبل سُرقت على عجلِ ، تخص الباعة المُتجولين على رصيف الغد يبيعون التحايا للطريق ويشترون صباحهم ، للفتيات المسرعات لحضن عاشق ، لشرطي المرور وثرثرة الرشاوي في الجيوب اللئيمة
لقيلولة الاشجار في الشتاء
حين تخلع اوراقها وتنام عارية وآمنة من لعنة الحب
اشياؤك تخص الاخرين
سوى الحبيبة
تخصها
بالمنفى ، والجرح الوسيم ، والنهايات التي تمضي كما شاء الطريق

عزوز




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى