محمد مزيد - سعاد حسني وهليل.. قصة قصيرة

وضع الجندي هليل صورة سعاد حسني في جيب بنطاله العسكري ومضى مغادرا موضعه على الحافة الامامية للجبهة مع ايران باتجاه الخلفيات، أكتشف ضابط التوجيه المعنوي أن ورقة مجلة في جيب الجندي هليل تكاد تسقط منه، فصاح به الضابط، " توقف ابو خليل " ، فتوقف هليل وألتفت اليه " نعم سيدي "، وبدون أن يسأله، أستل ورقة المجلة من جيبه، فوجد صورة سعاد حسني ، " ماذا تفعل هذه الصورة في جيبك ؟ " فقال له متلعثما " عندما أنام تأتي إليّ في الموضع فتنام معي " ضحك الضابط ، وأحتفظ بالصورة ، وقال له أمض الى حال سبيلك، ستقدم مذنبا الى آمر اللواء في الليل " ..
ولما جاء الليل، وقف هليل امام آمر اللواء ، بدون بيرية وتم نزع نطاقه ( الحزام العسكري ) ، سأله الامر " هل صحيح يا ويل إنك تضع صورة سعاد حسني تحت وسادتك قبل أن تنام ؟ " فقال " نعم سيدي " سأله " ليش يابه ؟ " فقال هليل وهو يرتجف من الورطة التي ورط بها نفسه " سيدي من أنام تاتي الي مصلخة وتنام معي " بلع آمر اللواء ريقه عشر مرات ، ودبت في وسطه هسهسة ، فهو منذ شهر لم ينزل باجازة الى البيت ، بسبب أمر من قائد الفيلق بابقاء وحدات اللواء جاهزة متحفزا لاي هجوم أيراني مقبل ، كان الآمر ينظر الى الصورة فوق منضدته، ويده اليسرى التي لايراها هليل ومن يقف خلفه ضابط التوجيه وضابط الاستخبارات والمراسل ، كانت تداعب شيئا ما في وسطه، اكتشف هليل أن الآمر يلعب بوسطه وكادت تند منه ضحكة، فابتسم ، صاح به آمر اللواء " لماذا تضحك يا ويل ؟ نهض وهو يفور من الغيظ "يسجن فورا عشرة ايام في سجن الوحدة " وصاح مرة آخرى اخرجوا جميعا من الغرفة ". ثم ترك آمر اللواء صورة سعاد حسني على منضدته .
في داخل السجن ، عندما أراد أن ينام هليل لم يجد بطانية يستلقي عليها ، فتوسد ذراعه اليسرى ونام ، وبعد ساعة جاءت سعاد حسني، أيقظته من منامه ، وقالت له " اعذرني يا صديقي ، هذه الليلة خنتك مع كبيركم ولما عضني من مؤخرتي، هربت منه ولم ادع له مجالا ليكمل ، فجئت اليك ،" ثم نامت بجانبه .
سمع قائد الفرقة بقصة الصورة التي أحتفظ بها آمر اللواء ، فأرسل عليه قائلا " تأتيني فورا مع الصورة "، يعرف آمر اللواء أن ضابط الاستخبارات خبيث، لايترك صغيرة او كبيرة، أن لم يبلغ عنها قائد الفرقة، فاوصل الخبر فورا ، سأل القائد آمر اللواء أين الصورة يا ويل ؟ فاخرجها من جيبه، تمعن فيها القائد وهو يلعب بوسطه، ثم قال له بعد أن بلع ريقه عشرين مرة اتركها هنا وانصرف" . فتركها وأنصرف ، وفي الليل ، جاءت سعاد حسني الى هليل باكية ، قالت له " كبيركم عضني في المكان نفسه " ثم نامت بجانبه الى الصباح . سمع قائد الفيلق بقصة الصورة فأرسل على قائد الفرقة مع الصورة ، ظل هذا ينظر إليها ويبحلق بقائد الفرقة ثم قال له " ياويل مو عيب تضع صورة فنانة مصرية تحت وسادتك " ، أتركها هنا وأنصرف ، وفي الليل جاءت سعاد الى هليل باكية ، قالت له ايه اللي يجرى عندكم يا هليل ؟ كبير الكبير عضني كمان " .
سمع الوزير بهذه القصة ، وفعل الشيء نفسه مع قائد الفيلق ، وسمع القائد العام للقوات المسلحة بنفس القصة " فضحك بطريقته المعروفة مع هز اكتافه ، وطلب من الويلاد ان ياتوه بالصورة " وفي الليل رفضت سعاد أن تنام مع القائد الكبير لانها تعتقد ان عضته ستكون مميته ، وسألها لماذا ترفض النوم معه ، فارته اثار العضات السابقة ، فقال لها ساعدمهم جميعا ، قالت " على بختك ، انت كل حلولك تنتهي بالاعدام " .
وفي الليل ، جاءت سعاد الى هليل ، وهي تنتحب ، بسببك يا عزيزي سيعدمون ، فحزن هليل على مصير اولئك الضباط الكبار وطلب منها ان تترجى القائد الكبير ليوقف امره . فذهبت سعاد الى القائد العام وقبلت قدميه ان يعفو عنهم وانها قبلت ان تنام معه ، فضحك الرئيس وهز كتفيه معها ، وقال لها " ماشي ، أمرك على راسي " .



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى