د. سيد شعبان - سيدي الغريب

زعيق في الزاوية، صويت جاء من ناحية الطاحونة اليتيمة؛ تنبح الكلاب في ذعر، يجري الناس في بله، بهلول طاح في الكفر، خلع جلبابه، رفع عصاه، ما عاد يقدر عليه إلا رب القدرة، انتهى زمن الكلام الناعم، لكل وقت آذان، سرى السحر كالسم في جسم الغلابة؛ أرض الوقف استولى عليها، جدار الجامع يسد الطريق أمام عربة الخيل، جاء بالشيخ محمد أبو منديل: يجوز يقدر يفك المربوط ويفرج هم كفر الغلابة، قمر الليل حزين احتاروا فيمن يسليه...
لفت خالتي عارفة على عتب الدور ترش الملح
البداية كلام وخيال، ومسبحة وذقن؛ ومولد سيدي الغريب؛ وشهامة في وقت الحاجة؛ كله بثمنه.
في كفر المنسي تبدو الحياة رتيبة، قطار الدلتا يخور ويموء، من كل صنف شايل، بلد تنام من المغرب، وتسلم زمامها ﻷي واحد حتى ولو كان هو البهلول!
شربهم السحر بكلام حلو، مرة يسبل بعينه للستات لما يساعدهم في غسل القمح عند موردة الشيخ صفوان، يجري وراء العمدة يحمل له مركوبه، والكلام المعسول يلعب في عقل الهبل ومن يقنع الجاهل إن الشبكة منصوبة من زمن، حكاية دارت في كفور الناحية؛ لكن الغريب إن كفر المنسي والدود خرج من بلاص المش يرتع في النيل من كل شكل ولون ساكت وراض، ، سمع الغلابة إن الملك فاروق ركب المحروسة ورحل؛ يا خيبة لما طيبة القلب تحبس صاحبها؛ ما علينا، بهلول ناصح عارف سر الفتونة، كلب شرس سحبه وراءه لف حبله في إيده، يخطف من كل دار فرخة ويرمي.
طلع لهم ثعابين حمراء وصفراء، جاب نسوان من الغجر، فكرة حلوة، مولد كل شهر، واحد لسيدي الغريب، والعذراء بل وحتى للمعلم يعقوب، في كفر المنسي دار علي جنب دار حنا؛ غلابة ما تعرف تفرق بينهم، صحن واحد يلف الحارة، نفس الملامح لكن منه لله بهلول؛ نار ولعت في البلد، من زمان طلع كلام عجيب: إن سيدي الغريب كان شيخ منصر، حرض العيال؛ لا بد من هدم المقام، سمع المركز بفتنة بهلول جاءت الهجانة؛ علمت البلد الأدب.
انتهى الحديث من زمن؛ كل فترة خبر، لكن الناس في دولاب الساقية تدور كما الطاحونة، رغيف خبز معجون بماء النهر شكل قرص الشمس الحلوة.
سيدي الغريب سره باتع، من كل لون جاء البشر يطفون بمقامه، من رشيد سفن تحمل القادمين من قهر النفي، اخضر عود التوت المرمي في الزاوية.
وربك هو الخالق!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى