تهامة رشيد - حرفي مبلل، والحبر جافّ

حرفي مبلل
والحبر جافّ
لساني مبلل
والفم جافّ
جاوزني الزمن الرطب
ولا توجد نخلة لأهز جذعها
صورة الإيكو أمامي
-جنينك ضمن الحدود
ضمن الطبيعية
يصلني صوت الطبيب
أفكّر:مامعنى ذلك؟
هل سيكون مفترساً
أم مسالماً
أم....؟!
هل سيبدو كقمر
يضيء نجمتيّ
فمي جافّ
ربّما لكثرة ما تكلّمت.
.......
منذعام
أومنذ عدة أعوام
خمسة أو سبعة او تسعة لا فرق
أكتشفت لذّة الثرثرة
حول وعن كل شيء:
حياتي
حياة الجيران
......
عشتُ أربعين عاماً
دون ان ادرك هذه النشوة
في الثرثرة
ثرثرة النساء
ثم سبقتُ كل النساء
نعم
أحببتُ الكلام
وكنت جائعة إليه
الكلام فارغاً مليئاً
لا يهم
أتحدّث مع أي كان
عن كل ماكان
عن مايسمى(خصوصياتي)
عن اولادي
عن عملية حرجة أجرتها إحدى قريباتي
..
لا
لا
تكثري الكلام
إنه
ويا لخوفي
وجه أمي الغائبة
يطلّ علي كصباح
محذّراً من الهذر
ومشيرا إلى الحضيض
الذي وصلتُ إليه
تقول تلك الغائبة:
لسانك سيأخذك
أسأل:لوين؟
يجيب وجهها الحبيب:
وداعاً.
....
أمي
أناجيها
أمي ارجوكِ ارجعي
طال غيابك
كنتُ أُسرّ لكِ
وأتخفف من حملي
لمَ ذهبتِ باكراً.
...
أنا غاضبة من غياب أمي
من القلّة
من الاولاد
من العائلة
من الأخوة
وحتى من أبي
لذا أخذت يالثرثرة انسى
كم كان وجودك واقياً
وكم تلقف تدحرج كلماتي
كنتِ السلطة المطلقة
التي تمسح جبيني برفق
فأنسى
وأتدحرج إلى العمق
بسهولة
تمنعين عني الموج
هل تذكرين؟
كم كنتُ أخالفك الرأي
وكم أحببتك؟
هل تذكرين سرّنا المشترك؟
عن حياتك الماضية
لقد نشرته يا امي ولم يبق
هناك سر
سوى رائحة الياسمين
التي تلمينها صباحاً



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى