مبارك وساط - خلف نافذتي…

خَلف نافذتي المرصَّعة بالبروق
تقصفُ أجنحةُ الفجر
نُجيماتٍ وليدة
.
في الحُقول المُنهَكة
حيثُ تتناجى بُقَعُ دَمٍ وأزْهار
يرسم بحَّارٌ مسلوخ
أشرعةً ومجاذيفَ
على صفحة جِلْده المتهدِّل
ويُحَدِّق عرَّاف بعينيه الزّجاجيتين
في غُضون إلهٍ مُحنَّط
بينما يتدلَّى جنديٌّ
باسماً
من المشنقة
.
أولئك أَسْلافي
وما عادوا يتعرَّفون عليَّ
لقد قَصُرَتْ قامتي حقّاً
بسببِ الصّباحات الشّاحبة
التي تضغط على كاهلِي
عند اليقظة
.
لستُ متوجِّساً من هذا
فما دام قلبُ المرآة ينبض
ثمَّة أملٌ كبير
في انبعاث الشِّفاه من رمادها
.
إذَّاكَ ستينَع القبل
وتستمتع عظام الموتى
بغناء النَّمل…
.
أتنصَّت لأشْجان موجةٍ يتيمة
بعد قليل أخرج للتّجوال
سيكون لركبتيَّ شكلُ شعلة
أنا لا يُرعبني لُعابُ الفوانيس
ولا سُعال الذِّئاب
خلف الواجهات الأنيقة
.
لكنْ أَخْبِروني
لماذا يتدثَّر المرضَى
بمعزُوفة الرِّيح
وأين هي سُرَّة الصَّحراء
.
الحنجرة تنتظرُ
لحظةَ نُضوج الصَّرخة
الجرادة تتأوَّه
على قِمّة المدخنة
هنالك مفاجآت كثيرة
في جنبات المدينة:
لقد شُرِع في صَلب النّادل
أمام المقهى
لقد تساقط ريشُ سنونو
على كتفيَّ الحالمتين
.
أنا رأيت ممرِّضِين عُراة
يُجلَدون داخل كهف
ومساءً يُوضَع في تابوتٍ من غبار
وزوجين سعيدين حقّاً
لهما ذرِّية من فلّين
.
وها أنت يا ذكرياتي
تتزحلقين
على ثلوجٍ
من حَرير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى