محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لماذا لم تُحاورني الحقيقة

لماذا
لم تُحاورني الحقيقة
بكل ما تملك
من الحيوات
بالامسِ
شاغلني الحنين اليكِ
ثم تلا
قصائده المبللة بالندى
وبقايا
انفاسٍ شحيحة
وحضرتي من جبن الاحاسيس الخسيسة
و المبعثرة في المدى
المطلوق كما شاءت
حواف الغيب
ارهقني الظلام المُستند على خلوة الذات الجريحة
الم يكن لي والدُ
ليُعيد انجابي كما تهوى
الاحاسيس الصريحة
في بوحها
سر الجداول للسفر
عبر المطر
بالامس
القريب المُشتهى
والمنتهى في عطر احلامٍ صحيحة
بالامسٍ احضرني السراب الى صحاري الذاكرة
هل كنت حقاً
تملكين
مداخل الترحال في لغتي
لارضع من ثنايا الشوق
جرحاً من طفولات
و احزان ماكرة
هزي بجزع
اللحظة المُحتالة
لتتساقط عليك خشونة الايام
ونهوى
انا وانت والمدينة
وتسجد القُبلة الصديقة لغصننا المبتلة
و تحمد إلتحامنا شاكرة
ماذا يفيد حنيننا المطهو
كما شاءت لنا الايام
بلادي وزعتنا للمنافي
ثم افشت فينا طاعون الخيانة
كأننا من بعنا
ليلنا
للنجوم
و بكينا بحثاً عن مشافي
تُعيد اصلاح انكسار الكأس في ذهن الثمالة
وترتل الايام
ترياقاً يضمد حزننا المصلوب على كف التعافي
انني
منذ نشأتي الاولى
فهمت من المشيمة لزوجة الاشياء من حولي
فحصنت الحدود
لكي اعرقلني
اذا امتدت ولادتي مرة اخرى
واخبرت امنياتي خلف ابواب الحقيقة
أن تجفف عن احاديث الليالي
ما تبلل من نعاس
وتنزع عن وعي الطرقات ما تشبث في هزال الامس
حزنُ دافئُ
وبقايا سكرى
وأنني فسرت للاشعار
اولى صرخات الطفولة بأنها
انكشاف الجرحٍ
للجسد الحديث
وطالبت أن اُمحى نهائياً
بلا ذكرى
لكن امي واصلت ارضاع المنفى
و اوطانا ممزقة فيها
اوردة الطفولة
و طرقا كلما عبرتها ذاكرتي
ارجعتها صرخة ممتلئة بزفرة
من اغصانٍ
تنام على شتاءٍ من تذمر مطمئن
ارجعيني نحوكٍ
يا حكايتيّ الجميلة الغامضة
ارجعيني
طفلُ انا
وهنا
تنمرت البساتين بي شتائي
وارهقت لغة القصيدة اصابعي المبتورة
من اخر تلامس بيننا
طفل
اُحاول أن اعيد الى ملامحي
اولى ضحكات الحبيبة
والمساءآت الصباح في صوتها
والثمالة وما يحيطها من نميمة ومن غناء
واركض
لاجمع كل هبياني القديم
واهدي اطفال الحكايات الخراب
عدت طفولات
فالبلاد اغتالت الروضة ليبلغوا مجبرين
دون أن يصلوا السنة
فلتغفري
هذا الطفولي المُسن في داخلي
فلترجعي
فالموت من حولي مد خيوطه
وبنى
قبوره مني
من جسدي الذي اغتاله الحظ المحطم
ومن صعاليك النجوم
اللواتي خدشن طُهر خيالي الماجن
و ثقبنا ثوب الازمنة
اركض فتصدمني الظلال
واعود انساناً
مهشما في البكاءٍ
يطارد في خلايا العمر عن الحبيبات السراب
وعن جروحُ آمنة
تزاحمت في العواصف
استريني
من غزاة اقتحموا ذاكرتي
و اقتسموكِ في جيناتي انثى من غنائم فاضحة
افترسوني من اقصى حكايات الطفولة
وافشو في طهر المعابد
ما تجمع في خيالهم الممزق من زنا
هل قلت يوماً
اي مجنون يُماثلني
ارسم وجهي المشبوح على جدران مدرستي القديمة
ثم اسألني لماذا
لم تُحل معادلات الموت في درس الحروب الشائنة
لم يفهموا
خوفي القديم من المدافع
حتى في حصص الصباح
لم يفهموا ما خلف هذا البالغ المصلوب
من ألم قديم
ومن ضنى
اني
اعيد الآن رتق نوافذ الجلسات
اني
اُحاول كبح مخيال الخراف من ارتداء الذئب في المرعى
وتقليد موسم الصيد الوفير
في الدمٍ المنثور
على غضب المخالب
اني احاول أن اُحيك من السحاب الطيب الماء
ما استطعت من القوارب
لتبحر ارواحاً تُسلفنا تذاكرها
وتمضي وحدها
اني احاول
أن اعيد الى المدينة أبنها الهارب
الى اقصى
العدم
فالدم
يحاور في ابناء الشتاء
ويسأل
هل وراء المنفى ارجل كي نحيك لها جوارب
اني احاول
فك احجية البلاد
وكيف نربط
آدم الذي اسقطته محض تفاحة
وبين جبروت الشوارب
اسأليني مرةُ اخرى
فربما وُلد الجواب الآن
من رحمٍ السؤال
وربما
جسدي سيفهم كيف يلفظ جرحه لليل
من خلف
الاحاديث الخيال
اسأليني
لاجمع احذيتي عن الطرقات
واحصي كل ميتاتي القديمة في توابيتٍ
تطالب وجهتي ترحال
الصمت من افشى اليّ
بناته قسراً
ليغتال
القصيدة
من اقصى اسرار الحبيبة
ويمضي شبحاً
قاسياً مثل الحروب
ومثل اوهام الرجال
إن العصافير استقالت من وظيفتها
وقذفت كل رسائلنا
لهرطقة النبال
فكيف اكتبكِ
وقد استبدت في ذاكرة المنافي
وكيف اصرخ بالحقيقة
والاكاذيب الوسيمة
لم تعد الآن تُقال

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى