جاكلين سلام - أشجار الأبجدية

أكتبُ شجرةً
أعلّق أسماءكم نجوماً على أغصانها
كلماتكم قفّازات لأصابعها
من أنوار قلوبكم أجدل لقوامها حزاماً متراقص الأمواج
أغرسها في صدري،
ونكبرُ
*
تحملني
أحّمِلها
أقاسمكم ظلها وابتهالات الندى
أكتبُها ضلعاً ضلعاً
ورقةً ورقةً
ألوّن لها الأقدار
وليستْ شجرةُ المعرفة
*
أشاغبُ بين أحضانها
أشيد لها عائلةً، أفترضُ:
هذه الصديقة نجمةٌ خابية
وهذه تومِضُ بريقاً
تلك دمعة حمراء تحرسها الملائكة
وذاكَ بابا نويل، أضاع زلّاجته فتعثّر في طريق العودة
ذاك وجه غريبٌ، ليس شمعة ولا جرساً
كأنه بوقٌ يُنذِرُ بالقيامة، لعله الشّاعر الكذّاب!
والآخر محتشد بالألوان
جعلْتُه عكّازاً لشيخ الثّلوج
وأحذّركم، لا يمكن التعكّزَ عليه!
*
أحتار أين أعلّق أميرة-
تحرّر ضحكات طفل عاجز
لن أكتبها شمعة ينحني نورها على رواق كنيسة كونيّة
ولا بطاقة معايدة ضلّت الطّريق في زحمة الثّلوج
أرسمها، طفلة تقتعد جذع الحياة
تمدّ حنان يدها كِسرة أمل
فتهرع العصافير صوب الغصن المريض
*
ابنة أفقيَ الممتد، شجرة كلماتٍ
تلوذ بكم حين الزمن يفرّ مذعوراً من إيقاعه
بقلق تتلو نبضها: كم يلزمنا من الأمانة كي نرمّم مجد الكلمة
*
أغلّفُ الشجرة بشِغاف الرّوح
أنفض عنها ثِقل هواجسي
أُطلقُها رفيفاً إلى سماء عينيكَ، أيّها الغائب منذ بدء الخليقة
*
أكتبُها دوحةً
جذورها شرايين أمي، وكفّها الأخضر
أين شجرتي؟
أتلفتُ والقلب غيمة، لا أرى
أراقبُ أصابعي فتذوب قناديل الوقت
والذاكرة المعلقةُ على كثبان الثلج
*
أبْذرُ الكلمات طريقاً ينتشِلُ الخطوات من التيه
أفتح في قلب الحروف كوّة للعام الجديد
*
طوبى لشجرة عائلتها أبجدية
ثمارها قلوبٌ تندلق في سلّة الكون
*
( من قصائد مجموعة"رقص مشتبه به" 2005)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى