محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - في الارضِ

في الارضِ
كل الارضِ
من طين المزاح
في الارضِ
كل الارض تُدرك أن علاقة قد جمعت نخيل حلفا
بعطرِ قد تشبث بالرياح
في الارض
كل الارض
تُدرك أن طاغيةُ تمدد مثل سرطانِ على وجه البسيطة
وثائرُ قد ثقب صدره
كي نرى
نحن البسطاء الصباح
في الارض
كل الارض تعرفه
بسحنته ، وعينيه اللتين تسلفان الحلق ما يكفي
من الحُزن المُباح
في بلادٍ اجهضت احزانها
في زحمة الموتى
تلصصي
من وراء الباب
عن اخبارنا في نشرة الرب
إن كان قد
صعد
الصديق
معافياً
ولم يعرقله سحاب
قولي بلادي
بان غبشنا ، احزاننا ، احلامنا ، قصص الطفولة ، حموضة التاريخ في دمنا
سلالتنا
وما قد نال منا من خراب
قولي
بلادي
هل يموت العازف الجالس في ركنِ النوته
يغزل شارعا عرضيا
باغنيةِ
ملونة بالصحاب
لو
أنهم قرأوا لساكن
لو أنهم دخلوا " الانادي "
جلسوا امام الباب ، وخنصروا يومهم
وحكوا لاكواب النبيذ
عن الخريف
وكيف ينتهكُ المساكن
لو أنهم
سمعوا نداء الجوع في المدن البعيدة
وادركوا ما ينقص الاسرة السعيدة
دم الفقيد
هل كانوا نشنوا جرحنا
بدم الصديق
وتركوا لنا " هذي المدافن "
تركوا لنا
قبرا يحادثنا كما لو أنه
قد نال ماهية التواجد
" شكل كائن "
مثلنا
وجعُ يشاركنا الفطور
وجعُ يكلفنا الحضور
وجعُ يقسمنا مدائن
لو أنهم
ولو انهم
ولو انهم
والكلمة نركلها ب" لكن "
لكنهم
لم يسمعوا جرس الصباح
لم يبكوا تحت نشيدنا الوطني
لم يسمعوا "عبدالرحيم "
لم يشربوا القهوة في بيت الجار ويضحكون
لم يسمعوا طائرا يغني وحده
في غصنِ نيم
لم يشعلوا النيران ويرقصوا والحبيبات يركن مزاجهن
بكل ما في الوجهِ من عشقِ وسيم
لم يكسوا صاحبا بالعناق
لم يعرفوا كسر القيود
الانعتاق
قد عاشوا في سور الجحيم
وكأنهم
جاؤوا غزاة
لم يرضعوا من نيلنا
عشق البلاد
لم يفهموا عن شعرنا
عن حزننا
عن ما توفره الحرائق من رماد
وكأنهم جاؤوا غُزاة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى