فوزية العلوي - حرب..

تلك امرأة لا تعرفني
لكني اعرف عنها معظم التفاصيل
الزر الضالع من قميصها
لطخة الخوخ التي في تنورتها
والتي تحاول إخفاء ها بخقيبة يدها
غرامها بزوجي وادعاؤها انها تشتري منه اللوز
الذي لا تجده في البقالة المجاورة
حديثها الذي يشبه نصا هيروغليفيا
والكلمات المتقاطعة التي تريد أن نتشارك فيها
في لعبة ما قبل إلكترونية
تلك المراة تمد ذراعها أحيانا
تصبح في طول المكنسة
لتسرق اي شيء من مطبخي
بيضة . حبة توت .نصف ليمونة
رغيف خبز او أسنان ثوم
او يلذ لها أحيانا أن تكسر كوبا او طبقا
لا لشيء الا لتشعرني بأنها هنا
عندما جاءت الحرب
فقد حينا معظم شبابيكه
سقط اشجاره في فوهة التاريخ
الحمام كله بات بلا ريش والذي احترق
نبت على شكل غيمات لا تغادر السماء أبدا
الفرّان مات من الحزن
وزوجي لم يعد يبيع الا الملح والتبغ
كيف للجارة إذن ان تشرب شايها بلا لوز
المنازل كلها باتت بابواب مفتوحة على السماء
وموزعو الدقيق باتوا يبيعونه خفية
افتقدت جارتي
ولم أعد افتقد شيئا ناقصا في المطبخ
صرت امشي كلما نزل المطر أزور قبرها
واضع عليه حفنة من اللوز
ينقره اليمام او ياكله الأطفال الذين باتوا كثرا
في الربيع عندما زرت جارتي
وجدت شجرة لوز كبيرة تظلل قبرها

فوزية العلوي
تونس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى