احماد بوتالوحت - فردة حذاء

قلب الفردتين ...راوح بينهما بين كفيه .
- ﺇنه حذاء ذو جلد متين !!
- يبدو ذلك من أول نظرة !!
جرب الفردة اليسرى ...ﺇنزلقت قدمه داخلها بسهولة واستقرت أخيرا فيها , لقد كانت على مقاس قدمه .
- أريد شراء الفردة اليسرى , فقط. هذا ما تسمح به نقودي .!
- لا يمكن أن أبيعك فردة واحة فقط !!
- أنت ترى أني لا أملك ﺇلا الرجل اليسرى, الأخرى, تركتها هناك! وأشار الرجل ﺇلى جهة معينة ...لم يسأله البائع عن الجهة التي ترك فيها رجله اليمنى .
- ﺁسف سيدي !! لا يمكن أن أبيعك فردة واحدة وأحتفظ بالأخرى... .هنا! لا نبيع ﺇﻻ أزواج أحذية .
خرج الرجل من محل بيع الأحذية ..دخل محلات أخرى ...خرج وطنين الكلمة نفسها يتردد في أذنيه :هنا ! لا نبيع ﺇﻻ أزواج أحذية .... خاب أمله في شراء فردة لقدمه اليسرى , حز في نفسه أن يعود ﺇلى القرية بدون حذاء جديد , تساءل في سره متى يتسنى له أن يتخلص من فردته المهترئة ويستبدلها بأخرى جديدة ...فجأة كف عن التفكير في الفردة حين بدا له القطار قادما يسبقه صليل عجلاته على السكة ... ﺇقترب القطار ...ﺇقترب أكثر ....كز الرجل على أسنانه , بعد ذلك لم يتذكر شيئا ... في المستشفى لم يجد فردة حذائه المهترئة سأل عنها الممرض الذي يتولى علاجه .
- ﺇنك لم تعد تحتاجها ! لقد رميناها, بعد أن أخرجنا منها القدم .
- لماذا رميتموها !!...لماذا!!...لقد ﺇحتفظت بعشر فردات , أيام كنت أستطيع شراء زوجي حذاء, ولم أكن أحتاجها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى