عمر حمش - كنعان

قبضت الكورونا على المخيم .. وكانت أخبار الضحايا الجدد تتوالى إلى الأكواخ ..
فرغ الميدان الصغير، والشوارع، والأزقة، وغادر النسيم في صيفٍ مرعبٍ ثقيل ..
كانت الكورونا تمشي على سيقان، وتتنقل قرب الجدران، وكان سكانُ كلّ كوخٍ يحسونّ أنها على وشك أن تقرع صفيح الباب ..
كلّ شيءٍ كان ينبيءُ بالموت ..
فقط كنعان الذي ظلّ يتبختر، وكأنه في بستان .. يعبرُ تحت النوافذ، والوجوه الواجمةُ تطلُّ؛ لترمقه، وهو يصيحُ بصوتٍ أخاذ:
إحنا برضه .. رجال زمان
إحنا إلي كنا .. وإلي كان.
ثم يصمت برهةً؛ ليهزّ كتفه، ثمّ يعود:
إحنا ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى