آيات عبدالمنعم - في مديح الكسوف

عِندَمَا أخبرُكَ أنني لستُ مكسورةً
ولو بشكلٍ ما.. أكونُ كاذبةً حتمًا!
أعلمُ أنكَ ترسمُ صورةً خاصةً عن الجمالِ
لا تعترفُ بالمهترئينَ
معوجي الأضلعِ مثلي
فلا تسكنُها طاوسةٌ مكتنزةٌ بالتفاصيلِ!
وأنني.. رغمًا عَنِّي
قد تدنيتُ كثيراً في صَفحاتِكَ
فنحَّيتَ اسمِي مَجَازًا إلى الهَامشِ!
تَبابًا أَفتَرِضُ إِصلاحَ الأمرِ
وأنني إضافةٌ من لمساتِكَ الأخيرةِ..
يمكنُكَ حذفُها احترازًا،
فلستُ قرصَ الشمسِ الدائمَ
المكتملَ في صَبَاحَاتِكَ
رُبَّمَا كُنتُ آَيةََ الكُسُوفِ أَيضًا
أُنتقصُ لتتدبرَ..
ثم أَنتهِي بَارِدَةً
كُوبًا عَلَى مِنضَدَةِ القَهوَةِ.. وَحِيدَةً..
أزاحمُ الغَيبَ هَواجِسِي..
مَخَافةً، مرضًا..
أنتَ لا تقرأُ الجرائدَ، لا تـُصلِّي..
وَلا تَتَنَفَّسُ الدُّخَانَ مِثلِي!
أَنتَ آَلِهَةٌ..
فِي كَهَنُوتِكَ لا أنبياءَ بغيرِ مُرِيدِينَ..
وَفِي وَرَعِي..
أَتَعَثـَّرُ بِكَلِمَاتِ الإِطرَاءِ العَرِيضَةِ الرَّخوَةِ
أَتـَوَرَّدُ فَزَعًا..
أَفقِدُ تَوازُنِي
مَعَ كُلِّ مَرَّةٍ يُطالِعُ أَحدُهُم عَينيَّ..
فَيَكشفُ عَنِّي غِطَائِي،
وَيبتَسِمُ لِبُرُودَةِ أَطرَافِي..
وَوَقعِ نَظرَتِهِ عَلَيَّ..
أَمضِي مَجذُوبَةً، أُصَدِّقُ..
وَلا أَتَصَدَّقُ
لا يُمكنُنِي النُّضُوجُ إِذًا
لَيسَ دُونَ أَن أَختَفِي فِي جَسَدِكَ..
أَقبَعَ مُخَلَّدَةً..
صَيحَةً فِي عُنُقِكَ..
صِبغَةً مِن خَمرِ أَدِيمِكَ،
أَتَضَوَّعُ أَفكَارَكَ،
أَسكُنـُهَا..
فَلا تَهدَأ.


- أوتوجراف
آيات عبدالمنعم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى