ميشال سعادة - أغصانُ الشّهوة..

لَهَا..

ليسَتْ مُلكِي
أيٌُها النَّاسُ !
تَمَرَّدتُ عَلَيكُم عَلَيَّ
وَضَعتُ فِي أَيدِيكُم سَلاسِلَ
فِي يَدَيَّ أَحكَمتُهَا
رَسَمتُ عَلَى مَسَامِعِكُم نَارًا
كَي أَتَدَفَّأَ
وَصَقِيعًا عَلَى أَجفَانِكُم
كَي أُشعِلَ النَّارَ فِي مُقلَتَيَّ
إتُّهِمتُ بِشَيطَانٍ يُحَرِّكَنِي
هَا أَنَا مَلاكٌ
يَعشَقُ الشِّعرَ وَالشَّيطَانَ
لَيسَ غَيرُ حَنِينٍ يَتَمَلَّكُنِي
حَنِينٌ
يَظَلُّ
حَنِينًا
فِي الشَّهِيقِ .. فِي الزَّفِيرِ
وَفِي أَنفَاسِ الأَبجَدِيَّة ..
مَا هَذِي الحَيَاةُ ؟
نَعِيشُ نَعشَقُ ثُمَّ نُحتَضَرُ
نَتَقَدَّمُ فِي العُمرِ نَبتَكِرُ
أَعمَارًا لأَعمَارِنَا
مَا بَالُ كَونٍ شِعَارُهُ احتِضَارٌ
عَلَى احتِضَارٍ ؟
مَوتٌ يَسطُو عَلَى الوِلَادَةِ
لَيسَ غَيرَ انكِفَاءِ العَافِيَة ..
مَوتٌ يَتَرَصَّدُ الكائِنَاتِ جَمِيعَهَا
لا حَيَاةَ لأَشِعَّةِ الشَّمسِ
بَعدَ الأَصِيلِ
لكِنَّ للكَوَاكِبِ وَظَائِفَهَا
تَتَحَكَّمُ بِالعِبَادِ
لا رَبِيعَ بَعدَ فَوَاتِ العُمرِ
إِلَّا للشِّعرِ
فَضَاءٌ يَفرِشُ الكَونَ بِأَورَاقٍ صُفرٍ
أَورَاقٌ تُغَطِّي عُيُوبَ الأَرضِ
تُسدِلُ السِّتَارَ عَلَى هَذِي الكَلمَاتِ ..
أَرضٌ وَالحَيَاةُ خَفَرٌ
إقدَامٌ وَحَيَاءٌ
أَحلَامٌ تَأخُذُ شَكلَ الأَسَاطِيرِ
حُبٌّ يَبحَثُ فِي الجَسَدِ
عَن جَوهَرِ الجَسَدِ
عَن وَجَعِ الأَرضِ
عَن خَلاصٍ يَمحُو مَآسِيَ الحَربِ
وَرَتَابَةَ زَمَنٍ رَدِيءٍ
لكِنَّ الحُبَّ بِالمِرصَادِ
حَقِيقَةٌ ثَابِتَةٌ
يَبعَثُهَا الشِّعرُ بِكَلامٍ مَعسُولٍ
بِإشَارَاتٍ وَاضِحَةٍ غَامِضَةٍ
تُضَوِّىءُ الفَوضَى فِي عَالَمٍ مُعَقَّدٍ
وَحَيَاةٍ مُعَطَّلَةٍ ..
صَدِّقِينِي يا امرَأَة _
لَيسَ غَيرُ الشّـِعرِ وَالغَابِ
وَإِشَارَاتٍ تَختَبِىءُ وَرَاءَ الأَشيَاءِ
مَا يَبعَثُ السِّحرَ فِي جَسَدِ الأَرضِ
فِي الغَابَاتِ البِكرِ
فِي الصَّخرِ فِي النَّبَاتِ
فِي جَسَدِ الإنسَانِ
بِالدَّمِ
بِالصَّوتِ
يَتَحَقَّقُ الوَعدُ
بِاللُّغَةِ
بِالحُبِّ
نَعبُرُ مَأسَاوِيَّةَ الحَيَاةِ
السَّائِرَةِ
صَوبَ الدَّمَارِ
بِالحُبِّ نَمحُو هَفَوَاتِ
مَن أسَاءَ إلَينَا
مَن أَسَأنَا إِلَيهِم
بِالحُبِّ
لا بِالغِيرَةِ العَميَاءِ
تَستَمِرُّ عَجَلَةُ الحَيَاةِ
لكِنَّ مُستَحِيلًا
يُجَابِهُ مُستَحِيلًا
كَي تَتَجَدَّدَ دِمَاءُ الحَيَاةِ
بِالحَبِّ آدَمُ
لا بِالغِيرَةِ القَاتِلَةِ
سُنبُلةُ القَمحِ تعلُو
وَبِانحِنَائِهَا تُعَانِقُ رَبَّهَا
تَعرِفُ مِن حِينِ كانَتْ بِذرَةً
أَنَّهَا للنَّارِ
وَأَنَّهَا رَغِيفٌ فِي فِمِ جَائِعٍ
آدَمُ _
لا تَظُنَنَّ يَومًا
أَنَّ حَوَّاءَ مُلكٌ لَكَ
وَأَنَّهَا لُقمَةٌ سَائِغَةٌ تَلُوكُهَا
تَبتَلِعُهَا سَاعَةَ تَشَاءْ
وَكَيفَ تَشَاءْ
آدمُ _
حَوَّاءُ هِيَ الحَيَاةُ
إِجلِسَا مَعًا إِلى المَائِدَةِ
تَعَاطَفَا .. تَحَابَّا
وَليَكنْ لَكُمَا –
كُلٌّ عَلَى حِدَةٍ
مَا اشتَهَيتُمَا ..
تَوَزَّعَا شَهوَةَ الحَيَاةِ
يَنصُرْكُمَا مَنْ أَوجَدَكُمَا سَوَاسِيَةً

ميشال سعادة
[ مِن دِيوَان
أَغصَان الشَّهوَة ]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى