فاطمة مندي - رائحة الجنة

شهر المغفرة والرحمة، لقد تكدست المحلات ببضائع هذا الشهر ، تزينت الشوارع بالزينة، وتزينت المأذن بالمصابيح الملونة، وملئت رائحة الشهر الكريم شوارعنا ومنازلنا ونفوسنا.
هناك في محل لبيع الذهب والمجوهرات، مجل مجهوهرات كبير، يديره رجل كبير السن يظهر عليه التواضه والخشوع وملازمة الاستغفار لفمه، والتعلق بالدين .
في ليلة من ليالي رمضان دخل عليه رجل استغربه صاحب المحل
لمادا استغربه؟!!!!!
وما حكايته؟!!!!
كان معه خاتم مكسور فأعطاه للصائغ ليصلحه .
أخذه منه الصائغ وبدت عليه علامات الذهول من شكل هذا الرجل فقد كان البياض عنوانه ، أبيض البشرة أبيض الشعر أبيض اللباس أبيض النعل ذو لحية طويلة وبيضاء ، قال له الصائغ : هل لك ياسيدي أن تستريح على هذا الكرسي حتى أنتهي من تصليح خاتمك .
جلس الرجل دون أن ينطق بأي كلمة وخلال هذه اللحظة دخل رجل وزوجته إلى المحل وبدأوا يستعرضون المحل ومن ثم سألت الزوجة عن سعر عقد أعجبها.
قال لها الصائغ : أعطني دقيقة ياسيدتي حتى أنتهي من خاتم هذا الرجل الجالس يمينك ، فذهل الزوجان من الصائغ وخرجا من المحل مسرعين ..!
تعجب الصائغ من سبب رحيلهما بهذا الشكل وأكمل عمله فإذا رجل يدخل المحل وبيده إسورة مكسورة.
قال للصائغ : إني في عجلة من أمري وأريد تصليح هذه الإسورة.
قال الصائغ : حاضر ياسيدي ولكن دعني أنهي خاتم هذا الرجل يمينك .
تلفت الرجل يميناً وشمالاً ولم يجد أحداً فقال: أجننت يا رجل لا أحد هنا ، وخرج غاضباً .
جن الصائغ من الموقف وبدأ يذكر الله ويقرأ المعوذاتين .
قال له صاحب الخاتم : لا تخف أيها الرجل المؤمن إنما أنا مرسل من عند ربك الرحيم لا يراني إلا عباده الصالحين وقد أرسلت لأقبض روحك الطيبة إلى جنة النعيم فقد كنت قبل قليل بالجنة في بيتك المنير وقد شربت من ماء نهرك العذب وأكلت من بستانك العنب .
طار عقل الصائغ فرحاً وبدأ يحمد الله .
أكمل الرجل قائلاً : كما أني أحمل منديل أخذته من بيتك بالجنة فأبشر برائحة الجنة ، فأخرج المنديل من جيبه وقال : أيها العبد الصالح شم رائحة الجنة .
أخذ الصائغ المنديل شمه شمة قوية ثم قال : آآآآه إنها رائحة لا تخطر على بال البشر ، ثم أخذ شمة أخرى أقوى من الأ ولى ،ثم قال : يالها من رائحة تذهب العقل يا لها من رائحـ……..!! ثم غفى قليلا . بعد فترة ليست بطويلة أستعاد الصائغ وعيه وإذا به يلتفت بكل الاتجاهات فوجد أن محله قد سرق بالك,
فاطمة مندي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى