مصطفى معروفي - شتاء على منكبيه نرى حانة

روحها من رخام الوصايا البعيدة بارزةٌ
حيث حمحمة الناي قد غرقت في زبى الآس
حتى انتهى الماء للماء
حتى توارى امتداد المدينة خلف الطريق الوحيد
وتلك المدينة راحت تغازل نهرا
من العربات تأمَّلَ حضرتها
وغدا صارخا في الطيور يوجِّه نحو الأعالي
نعوت المتاه الأخير ويطرح أغنية
عن نبات قديم...
شربت من العسجد المنتقى ولها نادرا
يرسل الشوق نحو شرود المدينة
يخبر عن نسوة يشتهين احتدام المعادن
قرب قوارير بودلير
ويقرأن سفر البدايات
يأخذْنَه من إدجار ألان بو طريا مليحا
ويشربن من غبطة كان أرسى دوستويفسكي دعائمها
ويحاولْنَ ترميم آرثر رامبو بمقص الجمال الأثير...
حينما تهرم الأرض
قررت أن أرتقي صوب هندسة الماء
أرغمه ليطيق الذي لا يطاق
لكي يشتري تيمة ويراها لمعصمه موطئا ومراحا سعيدا...
أنا عازم أقتني للطيور قطارا جميلا إلى الجزر المطمئنة
حتى تبيت بمستقبل باهر
إنني أحتفي بالعواصم يزهر فيها
حرير الصباح وعذق الغرابة
حيث هناك القواقع تفقد منطقها الجدليّ
ويأتي الشتاء الوسيم
على منكبيه نرى حانة
فيها تنام الوجوه الحليقة
والتبغ فيها يعربد والتمتمةْ.
ـــــــــ
مسك الختام:
الليلةَ
لن تحضرَ ليلى مأدبة الشعرِ
لذا
لا داعي أن أفتح نافذتي
وأقول لأشرعتي:
ها هو ذا اليم
خذي ثأرك منه.




  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى