مصطفى معروفي - بين مقهى ومقهي

جلست بمقهى أراقب وجه الطريق
وكنت وحيدا أراقبه
ثم قام الصباح يكرّس غرته للمدينة
ينساب في ألق باذخ
وتناسى مروءته حين أوشك ينشر سيرته
كي له تنهض الطرقات
ويلبس هيئة ملح طريٍّ...
شككتُ فقلتُ :
هل الجسر أصبح منشغلا
كيف لم يسأل العابرين
يمرون من ظله نحو قيظ المعامل
عن منتهى حلمهم؟
ربما كان يمزح
حين رأيناه ليس يثير انتباها...
أنا بين مقهى ومقهى
أدوّن نعت المتاه
وأصغي إلى خطوة نسج الوقت لحمتها
وحذائي لديه رصيف
ولكنه عنه يخفي نواياه
كنت قريبا من الوقْع ينثال منه
فأدركت أن الرصيف لديه شعور أثيث
له دورة الأرض/دورتنا مثلها
وله شجر النبض/أشجارنا عاليات كنجم صديق...
هنا عن يميني
رأيت قطارا يسير ويدفن في السكة المستطيلة
أعضاءه المائلات تجاه الفراغ
تلكّأَ بضع دقائق
ثم مضى يأكل الأرض
نحو سماء تقبِّل خدّاً عريضا لأفْق نحيل.
ـــــــ
مسك الختام:
قل لصمتك:يكفي
وأعلن نزالك ضد سماجة عالمنا
حيث فيك نرى كائنا يستحق الحياة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى