عامر الطيب - أوهمُ الآخرين أنني أكتبُ رسائلي بإيجاز ،

هناك ما أودُّ قوله
وما أود التمليحَ به فحسب كما
تخبرنا العواصف أن الجبال من ذرات صغيرة.
أعود من جديد
دون ميلاد ،
إذ يكون للمرء جسده الخاص وهو يحبّ،
تكون له رقبة عصفور
معلق بواسطة سماء مجهولة
لا يمكنه أن يحملق
بروية إلى الأسفل فقط!

ألوف من البشر يمشون خلفي
كما لو أنهم يدوسون خطواتي
نفسها ،
أنني أعذرهم برحمةِ من لا يثقُ بهم
أحبهم من وقت لآخر،
و ما أن يضيق بي الأمر
فأبجل الأرض مثل جذر شجرة
أعرف أية جسارة أعيشها إن كنتُ
أستدير لأتذكر
لا لأرى !

كن حزيناً إذا ساعدك ذلك
على أن تحبني
أكثر مما يفعل رعاة الأبقار
قي الأفلام،
كن صبوراً على الأذى
كالينابيع ،
كن سكيناً أو حباً قاسياً
من أبواب بعيدة،
تعني الفرصة التي أحبك بها حباً كاملاً
عندما أضيع
المفاتيح اللازمة في جيبي !

أظن أن للمرء مستقبلين
أحدهما أبعد من الآخر
أنا الرجل الذي يجد الصعوبة
في تشذيب الزهور
لا في قطعها،
إلى هذا الحد كانت مباهجي مؤذية :
إنهاء قصة حب
أشرف
من تركها تدندن بصوت
منخفض إلى الأبد!

أكتب إن كتبتُ قصائدي
لقراء يسهل الضحك
على ذقونهم،
يظنون أن هذا هو ما يحدث لي
ها أنا أبادر بقول الحقيقة
الفجة ،
ليس للشاعر قلوب كفاية
ليحيي جميع
من يحبون ،
ليس للروح بلاد كالقارب
واضحة المعالم،
ليست قصتي إلا القبلة
التي تتورم في الفم !

أدفع لساني ثم أسحبه
كما تفعل مع كتاب ،
البئر أعمق مما تظن
وهناك حيث لا يكفي غبار
الرفوف لأن تصير أرضاً
يمكنك أن تتأكد
من الظلال التي تحرس كلماتي !

الموت، حسناً ما أعظم
من يموت نائماً،
يمر شريط من الذكريات
فيظنه حلماً
و إن كانت تلك أمنية محطمة كقلب المجنون
لكن ما أروع ذلك
ما أن يعتقد النائم
إنه فتح عينيه
حتى يبدو قد أغمضهما إلى الأبد!

تقولين أنهما يتعانقان
فأفهم إننا نتعانق،
أنهما يبكيان
فيلتمع قليلٌ من الدمعٍ كخطايانا
تنسكب النجوم
فجأةً في البحيرة
فأعرف أنني سيء الحال
كدودة صفراء شاحبة
ما أن تنطفئ المصابيح
حتى تظن أن العالم
بالغ القسوة
قد انتهى !

" حبٌ عميقٌ كبحر "
لم ترد هذه العبارة على لسان
أحد
إلا و ظننته رباناً،
هذه خطيئتي أيضاً
أعتقد دائما
أن الذين يدخنون هم من يبجلون الغيوم
أكثر مما يفعل البقية.
في الحقيقة أنه قلب
يقفز كالطفل دون مبالاة
أنه يتعثر بالمجرة
على سبيل المبالغة ،
و تلك خطيئة شخص آخر !

لمعتُ لكِ قلبي كما يُلمّعُ الزجاج
و انتهى به الحال
إلى أن يتأذى من تنهيدة فحسب،
أشياء تحترق كحقائق
دموع تطفو بها الرؤوس
نوايا سيئة اضطر لاستعمالها
ثم اكتمل المشهدُ:
في اللحظة التي فكرت أن تقبض عليه
لتتأكد
من ملمسهِ
كان قد انكسر !

القشرة لا اللب هي ما تلزمني الآن،
عرفتُ مئات
من البشر
دون أن أقابلهم ،
الجحور لا البيوت هي ما تشعرني
بالأمن،
الحواف لا الطرق السوية
هي ما تشجعني على الإقدام ،
العصر على أية حال
عصر أن يسحبَ
المرءُ المزلاج
بقوة
كاحتراز من أن البوابة
موصودة
بإتقان فقط !

ثمة غرفة شاغرة
لغرباء سيهدرون الوقت
بحثاً عن اسم أحد ما
يعودون آخر الليل
وقد نام مَن الفندق
بلادهم هي الأخرى تنام
كالذئاب على دويّ
القذائف.
غرفة موصودة بالدخان
أحسب أنك ستحصل على سعادة كبيرة
حين تسكنها ،
يا محبوبي البارد كالقصبِ
أنت أقل ممن أعرفهم
إعجاباً بالموتى !

قلب أبيض و آخر أسود اللون
هكذا يقسم البشر
قلوبهم
وهم يهبون بعضهم طمأنينة
لغوية فحسب،
قلب بنفسجيٌ كدمٍ رث
و آخر كالماء لا لون له،
الزخرفة سيئة على الأغلب
إذن يمكنك أن تقذف الحجرة الأخيرة
لتتعرف على الجهة
التي يترجرجُ فيها قلبي !

تعالي نقبّل بعضنا
داخل دبابة بدلاً من سيارة ،
المدينة الخائفة
ستظل خائفة
و الأطفال دون أن يكون أحد منهم
قد ظن أنه المسيح
سيجدون قشرةَ الخطيئة
التي يرجمونها بالحجر !
عامر الطيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى