سمير عبد العزيز - قلبى لم يعد ملكي.. قصة فصيرة

وقفت أمام المرآة تعدل من هندامها وملابسها السوداء التى ألفتها منذ رحيل زوجها .. تأبطت حقيبتها و غادرت الشقة وأغلقت الباب خلفها ووجهتها المقابر ..لتزاور قبر زوجها كما اعتادت أن تفعل ذلك على مدار عقد أو يزيد قليلا ... خلال مرورها بين العشرات من شواهد القبور قبل أن تصل الى قبر زوجها أقشعر جسدها وتدفقت فى ذهنها
الذكريات كأنها تصب على رأسها صبا.....تصاعدت الدموع لعينيها وانسابت بحرية وهي تتذكريوم أن تلقت خبر وفاته وأنهيارها وعدم تصديقها بأنها لن تراه ثانية
أخذت الذكريات تتدفق واحدة تلو الاخرى وتذكرت حين جاء يطلبها للزواج وفتحت أمها درج خزانة ملابسها وطلبت منها أن ترتدى أفضل ما لديها ...انتابتها حالة من السعادة الممزوجة بالخوف والخجل وما أن رأته وقعت فى حبه ووافقت على الزواج به
وتذكرت كيف كانت سعادتها بأنجاب طفلها الأول بعد عشر سنوات مِن المُحاولات اليائسة للإنجاب وبعد أن أستسلمت لفكرة ان يتزوج بأخرى بيد أنه أنه أراح قلبها مؤكدا بأن قلبه لن يخفق ألا لها ولن يتزوج عليها مهما كانت الظروف وزادت سعادتها أكثر بعد أنجاب طفلها الثانى و عاشت معه أجمل أيام حياتها ووهبته قلبها وحبها .
وصلت الى قبر زوجها ووقفت أمامه ووضعت يدها على قبره ودموعها تنهمر بصمت.



سمير عبد العزيز – مصر العربية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى