د. سيد شعبان - لأجل أوجيني!

ذلك الولد الأمير الذي جاءت به سرا من المحروسة؛ يقال إنه ابنه؛ تبكي في كبرياء؛ لقد كان نابليون الثالث عاجزا؛ هكذا ردت وصيفتها؛ تذكرت ذلك الحفل الأسطوري؛ رأته ينثر الذهب تحت قدميها؛ تغرد لأجلها أسراب الكروان؛ في بلاد الشرق سحر ألف ليلة وليلة؛ يتسمع الإمبراطور حديثها مع وصيفتها!
ذلك التركي الهمجي خادنها إذن!
يغدو ويروح كأنما به نار تلفح وجهه.
ربما يرث العرش؛ تدور في رأسه ألف مؤامرة!
يتململ في فراشه؛ لقد كانت فاتنة؛ يطرق عليه مخدعه إسماعيل المفتش؛ مولاي لقد أوشكت الخزانة أن تسكنها الريح؛ يسرح به الخيال؛ قناصل الدول والأمراء؛ كم أشادوا بعبقريته!
لأجل عيونها بدت المحروسة قطعة من أوربا؛ لامكان لأسراب البعوض!
هل تخبره بذلك الذي جاء في تلك الليلة!
يتذكر جده؛ إنه من أجل أن يعتلي أريكة قلعة الجبل أقام وليمة ومن بعدها تطايرت رؤوس المماليك؛ ومن قبل في دمياط يرسف الشيخ في أغلاله!
كل هذا من أجل عيونك المرمرية يا أوجيني؟
يحدث نفسه!
يتلوى ديليسبس ثعبانا أرقط؛ لقد واتته الفرصة؛ تغدو المحروسة بنيلها وقناتها ملك يديه؛ لقد دفعت أوجيني الثمن؛ مقامرة تخللتها مغامرة وقد لامست كؤوس الطلا شفتيها!
يحاول المفتش أن يخبره بما تعانيه البلاد؛ ينصرف عنه؛ تمايلت على ذراعيه؛ أمسك بيديها؛ من وراء حجب الغيب تداعب ليفني بغمازتيها أولئك الذين خرجوا من مدن الملح وماتزال أعواد الحسك والسعدان تدمي أقدامهم

د. سيد شعبان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى