العقل رداءُ إن نُزع من صاحبه, لا يهم بعد ذلك أن ينزع جميع ملابسه ويقف كيوم ولدته أمه على أقرب ناصية أو بوسط ميدان يزدحم بالخلق, الأعجب أن الجسد العاري يثير فضول الناس ومن قبلهم النساء, وجدت دهشة تستقر بأعينهم, سرعان ما تتحول لاشمئزاز ظاهري, بينما تتسلل النظرات لتنهش بقايا الجسد الملقى على الطريق, بضع دقائق تمر و يتزايد الحضور حول المرأة كما تتكالب الهوام على جيفة.
هي "امرأة" في عقدها الرابع, على مُحيّاها بقايا عزّ, جمال أنثوي, كانت تتلفّت حولها, خائفة تترقب أو هكذا حسبتها, ثم بدأت في التجرّد ببطئ من ملابسها, الأجزاء العلوية حتى تحرر ثدياها, فبدا أن نهديها لا يزالا بكرًا يطلّان بعنفوان, يتمرّدان على الوجود ومن قبل على صاحبتهما.
شأني شأن البشر, أطلت النظر إليها, راقبت تصرفها, ادّعيت من داخلي أن مسًّا أصابها, أو خبالًا وَرِثته عن عائلتها, قلت: ذلك أمر يحدث كثيرًا, فمن الناس الآن من يخلعون هدومهم, لعلّهم لا يملكون إلاّ ردة الفعل هذه حيال ما يعانون, منهم من يتمسك بأهداب العقل, منهم من يقع صريع الجنون المؤقت,.
أفقت على هرج, فنظرت من جديد فوجدتها تنزع بتؤدة ملابسها التحتانية, ثمة نسوة هنا وهناك يمعنّ النظر, يتأففن, منهن من تلعنّ الظروف التي أجبرت امرأة على خلع ملابسها بالشارع, أخريات تسب السيدة بألفاظ خادشة للحياء.
سمعت واحدة تنزع عنها دينها وتراها ملحدة, قالت: تلك تصرفات الملحدات, يردن المجتمع أن يغرق في الرذيلة , ثم استعاذت وحوقلت, تفُلت على يسارها ثم على العارية, انصرفت, ثم التفت من بعيد لتلقي نظرة على المرأة من ظهرها وأقسم أنني رأيت نظرة حسد لجسد العارية الممشوق, ردفيها المكتنزتين وبياضها الشاهق.
كأنه يوم الحشر. لا أظنه سيكون بمثل هذا الزحام, لعلّي ايضا أشك أن يجتمع كل ذلك الذباب حول جثة كما فعل الناس مع المرأة. يحملقون, يمتعضون, بينما يسيل لعابهم من بين رموشهم, فالشهوة بادية على الرجال لا تخطئها العين, نظرات حسد بأعين النسوة, بينما تلهج ألسنتهم جميعًا بدعوات ولعنات.
عمودان بلون الحليب من رخام دون زيادات, يعلوهما قدّ ضيق يحيط بخصر أشد نحافة ,ما بين الساقين ما أشعل نار الغيرة والحيرة بين النسوة المترقبات للحدث .
كانت المرأة في شغل عن الجميع, تلتقط ملابسها الملقاة على الرصيف, تنفض عنها الغبار, تطويها قطعة بعد أخرى بهدوء. ثم استقام عودها من جديد و راحت تنظر للأفق البعيد بشرود, ظننتها تنتظر أملًا سئمت من قدومه, وجدتها جودو" في ثوب جديد, لكنها تمرّدت على الانتظار أو لربما ما فعلته الآن صرخة وحشية, تُعلن العالم من خلالها أنها عانت فوق ما يتحمل بشر. أيقنت أنها بائسة وصلت إلى لحظة حرجة, غاب فيها وعيها.
هي "امرأة" في عقدها الرابع, على مُحيّاها بقايا عزّ, جمال أنثوي, كانت تتلفّت حولها, خائفة تترقب أو هكذا حسبتها, ثم بدأت في التجرّد ببطئ من ملابسها, الأجزاء العلوية حتى تحرر ثدياها, فبدا أن نهديها لا يزالا بكرًا يطلّان بعنفوان, يتمرّدان على الوجود ومن قبل على صاحبتهما.
شأني شأن البشر, أطلت النظر إليها, راقبت تصرفها, ادّعيت من داخلي أن مسًّا أصابها, أو خبالًا وَرِثته عن عائلتها, قلت: ذلك أمر يحدث كثيرًا, فمن الناس الآن من يخلعون هدومهم, لعلّهم لا يملكون إلاّ ردة الفعل هذه حيال ما يعانون, منهم من يتمسك بأهداب العقل, منهم من يقع صريع الجنون المؤقت,.
أفقت على هرج, فنظرت من جديد فوجدتها تنزع بتؤدة ملابسها التحتانية, ثمة نسوة هنا وهناك يمعنّ النظر, يتأففن, منهن من تلعنّ الظروف التي أجبرت امرأة على خلع ملابسها بالشارع, أخريات تسب السيدة بألفاظ خادشة للحياء.
سمعت واحدة تنزع عنها دينها وتراها ملحدة, قالت: تلك تصرفات الملحدات, يردن المجتمع أن يغرق في الرذيلة , ثم استعاذت وحوقلت, تفُلت على يسارها ثم على العارية, انصرفت, ثم التفت من بعيد لتلقي نظرة على المرأة من ظهرها وأقسم أنني رأيت نظرة حسد لجسد العارية الممشوق, ردفيها المكتنزتين وبياضها الشاهق.
كأنه يوم الحشر. لا أظنه سيكون بمثل هذا الزحام, لعلّي ايضا أشك أن يجتمع كل ذلك الذباب حول جثة كما فعل الناس مع المرأة. يحملقون, يمتعضون, بينما يسيل لعابهم من بين رموشهم, فالشهوة بادية على الرجال لا تخطئها العين, نظرات حسد بأعين النسوة, بينما تلهج ألسنتهم جميعًا بدعوات ولعنات.
عمودان بلون الحليب من رخام دون زيادات, يعلوهما قدّ ضيق يحيط بخصر أشد نحافة ,ما بين الساقين ما أشعل نار الغيرة والحيرة بين النسوة المترقبات للحدث .
كانت المرأة في شغل عن الجميع, تلتقط ملابسها الملقاة على الرصيف, تنفض عنها الغبار, تطويها قطعة بعد أخرى بهدوء. ثم استقام عودها من جديد و راحت تنظر للأفق البعيد بشرود, ظننتها تنتظر أملًا سئمت من قدومه, وجدتها جودو" في ثوب جديد, لكنها تمرّدت على الانتظار أو لربما ما فعلته الآن صرخة وحشية, تُعلن العالم من خلالها أنها عانت فوق ما يتحمل بشر. أيقنت أنها بائسة وصلت إلى لحظة حرجة, غاب فيها وعيها.
- "استري نفسك" ..!!
- عبارة أتت من وسط الجمع, لا أتذكر من قالها أو قالتها, لكنّي أفقت على "المرأة العارية" تنظر للخلق المتحلّقين حولها في دائرة كبيرة, نظرة ميت يغادر الحياة, ينسدل شعرها على كتفيها, فتطايرت خصلة منه على صدرها ثم استقرت في الوادي العميق الفاصل بين نهديها.
