محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - هذه النافذة

من هذه النافذة
حيث الأصص
تُسرب وحدتي للجار
و حيث المجاز يقيس باصبعه اتساع الطريق
نحو الحنين
الذي يُدخن
فينا النعاس
من النافذة
يبدو العالم موغلاً في الضيق
وعلى عكسه يبدو المنزل اضخم من اتساع الخيال
فطوال تنقلاتي هنا
لم اعلق في زحمة مرور
بين غُرفتي والحمام
من النافذة
اُشاهد الطُرق توكل الاحذية بمشاويرها المحتجزة بين البيوت
الشُرطة تُطارد الايام الهاربة
من قبضة الوقت
اُشاهد حقائب تُقيم عراكاً شرسا مع الايدي
لأنها لم تحمل الغُرفة القديمة
تركتها مجروحة الباب
دون وصفة زائر
اُشاهد بائع حليب ، يشذب عني الشوارب ، والنساء ، والجامعة
ليبرز من زحمة الخشونة البالغة
طفل في الحليب من العمر
يُطارد صوت الصافرة
اُشاهد
نساء بلادي ، يخاطبن في سيقانهن الطلح ، ويدندن فينا الرجال البسطاء
مثل كعكة تجاوزها العيد
دون أيدي الصغار
من النافذة
حيث السكون يُرتب فينا المصائب
وحيث الجروح القديمة ، تُنال منها الحيرة
وحيث الغُرفة
تُسقط عنها وصايا الباب
وتتعرى بكل النساء اللواتي انزلقن من الحُلم
وصرن بكاء
وحيث الخزانة ، تُلغم ارففها بالاسئلة
اكون وحيداً
جداً
ولا اجد موضعا لرجلي ، في زحام الصور
من النافذة
امي تُحدث ضوضاء مريحة ، في اُذن الحنين
والليل يُمشط
شعر القصيدة ، لتخرج لموعدها الاول
دون ذنب القلم
والكيمياء السعيدة
تطلي العدم ، بالمرآيا ، واجساد حزينة الجلوس
من النافذة
ارى الوحدة تطرق الباب ، والوحدة نفسها تفتح الباب
ثم تدعو نفسها
نحو هذه النافذة
كي ترى وحدة اخرى تطرق الباب

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى