أريج محمد أحمد - فوضى في ذاكرة الحواس...

امرأةٌ لا يلغيها الغياب
تلك التي تُحدث خدوشاً
في مرايا الروح
تنسابُ مِن ثُقبٍ في الذاكرة
تروي أنوثتَها المورقة
في قلبِ النسيان
بمياه النرجس
تهمسُ في أُذنِ الليل
يُغمضُ جفنيه على حُلم
وتبتسمُ في وجهِ الصّباح
يفتحُ راحتيه على أمل
ومابين الحُلم والأمل
تقفُ هُناك
تجردُ الكونَ مِن الزحام
بحضورِها
وتملأُ فراغَ الفضاءِ
بعطرِها
يرسمها الزنبقُ
على أكمامِ الريح
ساحرة النظرة
تُحدث قطعاً في شريان النّص
يتدفقُ نهرٌ مِن زهرِ الدحنون
يا امرأة تسكنُ صوتي
يرتعُ صمتك في حنجرتي
قولي أحبكَ
ودعيني اجتث الظُلمة
مِن أوراقي
انتزع الشكَ مِن الأسطر
قولي أحبكَ
لكي اتبعثر فيك
شعراً ونثراً
امنحيني التماعةَ عينيك
لأضيء الطريق
لقبلةٍ ضيعتها ضحالةُ التوجس
ومِن بعدها توغلي في الغياب
ازرعي الفوضى في
ذاكرةِ الحواس
لألثم عِطرك
في كفِ المساء
وأتلمس الضّوء
في وجنةِ الصّباح
لأحسب الأيام على أصابعٍ
خضبها الفراغُ
بالتشابه
قولي أحبك
بعد الغياب
سراً في أذن الريح
ستعبرني ذات رحيل
وتبتسمُ لي
وسأفهم
فالريحُ يا حبيبتي
صديقتي
لغتها تُشبه لغتي
بلا قيود أو وتيرة
تقول الكثير
ولا تقول
قولي أحبك
فالصمتُ لا ينفي
حقيقة الأشياء
كما الغيابُ لا يلغي
صراحة الحضور ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى