مصطفى معروفي - عقِبَ الغدِ

مشغوفا بجنون متاهي
ممتشقا عِنب الأمس
أتيت أبارك نجما حطَّ يسارَ كياني،
غيْرَ زجاج القلب
وغيْرَ نبيذ المدن الكبرى
لم أكن الصائب في مدح المطر الناتئ
من روزْنامته...
عقب الغدِ
سوف أثير حديث الصبوات
وحينئذٍ
سيفلح من يغشى الحفل على عجل
إذ يكفى الفارس أن يتهاوى
كي تتأثث غلته بسلاف تجاربه،
قبْلَ اليوم توقعْتُ بأن
تمنحني الطير جناحا لأسابق سيزيف
إلى الجذوة...
ما أقسى أن يكابد القمر المزهر وحدته
خلف دواليه ويجر إليه
رهط الخيبات العليا!
في جيد الغابة
علَّقتُ غزالا أوفده الوقت إليّ
وحول مرابعه أسرجت نداء العتبات
وسمْتَ الأيامِ الناشزة البنيان،
أنا بين صهيل وصهيل
أرفض أن أمدح ظلي
لكن
بين الغيم وبين أخيه
أراقب دم من رحلوا
وأعاتب نافذة في البحر
تقيم صلاة القيظ هناك على مقربة
من حجر ملتئم لا قصدَ له
ما زلت أجيء قدَرى ملتبسا بفراسخه
وأشاكسه أحيانا كل مساء غبَّ هبوب الضوء
على العتَمةْ.
ــــــ
مسك الختام:
عطرالزهر مباح للكل
للراكب والنازل
للمتخم والمسغب
للعبد وللسيد
للملك وللسوقة
للعالم والجاهل
للمؤمن والملحد
للعامل ولرب العمل
لهذاحب الزهر تقاسمه الكل.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى