عماد ابوزيد - يتسلل بخفة.. قصة

يتسلل بخفة قصة /عماد ابوزيد ----------------------------_ اذكر شخصا كان عمره يجاوز السبعين.. لكن صحته كانت في حالة جيدة.. قوي البنيان .. طويل القامة..ذا عينين خضراوين..وبشرةحمراء.احيانا تتبدي صفراء حين يغلب على تفكيره المكر.. وينطق بالخبث.. وحينها المح وهج غريب يشع من تحت نظارته الطبية السميكة. يقابلني وجها لوجه في الشارع.. ولأنه لايريد ان يلقي علي الصباح.. او لانه كان قد وعدني بإنهاء موضوع ما.. وقد تنصل منه.. يتظاهر بعدم رؤيتي. تدورعيناه في محجريهما.. وتزوغ عني.. تتمكن عيناي من توثيق تلك اللحظة الفريدة.. الي ان ينعطف بجذعه يمينا او يسارا.. وكأنما يختفي هو داخل عينيه.
لم اكن أنتظر منه تدخلا في الشأن الذي تحدثنا فيه معا.. ولا حلا.
مثل هذا الرجل لا يرجى منه شيئا..لاسيما إني أعلم ان من صفاته البخل رغم ثراءه الشديد.واوقن بأن البخل والمروءة لايجتمعان.
كلما قابلته وبشرته تتحول الي اللون الأصفر.. وعيناه تلمع من تحت الزجاج.. وهو ينعطف بجذعه.. ويتسلل بخفة شاب عشريني العمر من أمامي ابتسم.
..
عماد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى