محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - الفتاة التي في مللها، تُسرح ضفائر الطُرقات

الى مهاد

اخصائية المزاج


الفتاة التي في مللها ، تُسرح ضفائر الطُرقات
لنتنزه نحن القادمين ، من انقاض الوجوه التي قصفتها طائرات الوقت
الفتاة التي حين تجلس
تكتسب المقاعد كل ما يُمكّنها لتصبح ذاكرة دفء
الفتاة التي
حين قالت " انت لطيف على طريقتك "
انثت في فمي كلمات خشنة
مصانع للنبيذ المعتق ، ضربت مخيماتها في نواصي الرغبة
افريقيا القديمة المعافية باسودها وبراريها ، ونسائها اللامعات ، احتشدت في اوردة الايدي
ورقصت على وقع طبولها ثملة
مهندسة الحكايات الطويلة ، حول النفس البشرية ، وعجائبها
تضحكين وكأن القلوب التي ادخرت في خزانة ثيابك اسرارها الاكثر دفئاً
كانت تمازح الطفلة فيكِ بالحب
الارض اقبح من أن تضحكي فيها بكل هذا الثراء
اقول
الوقت اقبح من أن نقتفِي فيه اطلالا لظلالنا الخائفة ، من نكسات الضوء
لكنكِ قلت
" أن الفلسفة لم تساعد كثيراً في فهم العالم "
الله ايضاً لم يساعد
ولا خلفاءه
العالم نفسه ، ظل يعبئنا بالألغاز
حوله
حولنا
حول الطائرات التي تلغي مُدنا لمجرد التسلية
حول القُبل التي تترصدها اعين الالهة بغضب
حول الاعمدة التي لا تشاورنا التلصص
حول
أن نحب ونكره
ونموت
دون أن نعي تماماً ، كيف يمكن للأحصنة المسالمة في الروح ، أن تغرز حوافرها فينا ليلاً
بكل ذلك العنف
مهاد
يا ابنة الفوضى الشهية
تشبهين انتِ الحقيقة في كرمها الدافئ
تشبهين الوهم
حين يكف عن الاذعان لوساوس النجاة
حين
يتوسطنا بين فنجاني قهوة ، ومزاجك الداكن ، كحبة فِرح في فم ارملة
مزاجك الطيني
ذو الرائحة التي تشبه حقول الذُرة التي لم يطمس صباحها صوت محرك
او نشرة حرب
تشبهين الريف ، العصافير المائلة للسُمرة ، القصص التي تُسرد في مصلاية الجدة
الابقار التي تحرث ذكريات الارض ، لتواسي قبورها
تشبهين
الاكاذيب الصغيرة للأطفال حول الجنيات والبجع ، والحشائش التي تسافر بسيقان النهر
اقول لكِ دائماً
أن شيئا فيكِ قاسي ، كلذة ناقصة
شيء ما فيك بكل قسوته ، يُجذب بلطف ، يجذب بحزن ملتبس ، وبفرح مشكوك
شيء فيكِ
يحولنا لأسرى فرِحين بأغلالهم
لجوقة مهرجين ، لا يُثيرون الضحك ، بقدر ما يُثيرون المزاح
شيء فيكِ
يجعل هذا العالم الرديء اكثر لطفاً
واقل قتلاً للبهجة
لأنكِ
تُحررين بأصابع يدك التي تُحركينها حين تسردين صراعاتك ضد الكون
تُحررين الكتاب ، والانبياء من اخلاصهم الفوضوي
اتجاه الخلاص
تُحررين
فينا الرجل الاسود الذي تلطخ بقذارة التاريخ ، ودعارة الخيول الغازية
تُعيدين للنبض ، حسه السليم
وللفم الغابة التي دعستها ناطحة سحاب
وللاسم مذاقه الزنجي الثائر ، على قانون الانتخاب غير الطبيعي
وتعيدين
للبال
عصافيره الشاردة

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى