تولستوي - أوز كابيتول.. ترجمة: صياح الجهيم

في سنة 390 قبل الميلاد، هاجمت قبائل همجية، قبائل الغول، الرومان.
لم يستطع الرومان مقاومة هذه القبائل؛ فر بعضهم من المدينة إلى الأبد، وانزوى آخرون في المدينة العليا. وكانت تُدعى «الكابيتول». أعضاء مجلس
الشيوخ وحدهم ظلوا في المدينة، فلما دخلها الغاليون قتلوا جميع الشيوخ وأحرقوا روما. ولم يبق في وسط المدينة سوى الكابيتول الذي لم يستطع الغـالـيـون الإستيلاء عليـه. أرادوا أن ينهبـوه لأنـه كـان يـحـتـوي على كثيـر مـن الثروات، لكنه كان قائماً على جبل وعر المرتقى: في جهة منه أسوار وأبواب، وفي الجهة الأخرى واد شديد التحدر.. وأثناء الليل، انسل الغاليون وتسلّقوا الكابيتول من جهة الوادي. تعاونوا بأيديهم على التسلق ومرروا من واحد إلى آخر حرابهم وسيوفهم.
وهكذا وصلوا إلى الأعلى دون أن يثيروا الإنتباه؛ ولم يسمع حركتهم كلب.
كانوا قد تسلقوا السور عندما أحست أوزات، فجأة، بمقدمهم، فصاحت وصفقت بأجنحتها. أفاق روماني، واندفع إلى السورر، وصد غالياً سقط من شاهق. وبسقوطه أسقط آخرين. وهرع الرومان، فأخذوا يلقون بألواح السنديان وبالحجارة إلى الوادي، فقتلوا كثيراً من الغاليين. ثم وصلت النجدة إلى روما وطرد الغاليون.
منذ هذا الزمن، أقام الرومان عيداً لإحياء هذا اليوم. وكان الكهنة يطوفون المدينة باللباس الكهنوتي. وكان أحدهم يحمل إوزة، ومن خلفه كهنة يجرون كلباً بحبل. وكان الشعب يتقدم نحو الإوزة فيحييها هي والكاهن. وكانت
الهدايا تغدق على الإوز. أما الكلب فكان يضرب بالعصا حتى يموت.

~تمت~

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى