محمد الدويمي - رقم العمل...

أصبحت رقما من بين آلاف الأرقام التي تغور كل يوم في باطن الأرض بعيدا عن أشعة الشمس، ونور القمر وضياء النجوم...
أصبحت رقما يبحث عن كسرة خبز تُطهى على لفحات الهواء الباردة والحارة المغبرة... أتبعها وهي تتدحرج بين الفراغات القاتلة، وتصدعات الصخور المهلكة...
أصبحت رقما أسوة بكل ما حولي... لا فرق بيني وبين أرقام الأنفاق والممرات وأحزمة الفحم وأسماء الأقبية الموحشة والسراديب المظلمة وأرقام الأفواج ونسب العجز وحوادث الشغل...
تأقلمت بسرعة مع هذا الرقم ومع هذا الوضع.. الغريب في الأمر، أني لم أكن أستجيب حين ينادي علي أحدهم باسمي. أقول في نفسي ربما المقصود شخص آخر، لكن عندما ينادى علي ب73 أدرك أن المعني بالأمر هو أنا فأستجيب فورا.
ما أتعس أن يكتشف المرء أنه مطوّق برقم مهني لا يستطيع الخلاص منه!

محمد الدويمي
من رواية "مينورْ شَرْبونْ"

1659600882947.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى