عامر الطيب - على حواف الأنهار

على حواف الأنهار
أزولُ ماطّاً جسدي بقدميّ من أجل وردة .
على طاولتي الخشبية أريد
مكاناً للاختباء
مثل محطة بنزين ، إشعال سيجارة وحيدة لها مخاطر إتلاف
ما يتعذر نسيانه .
على سطح ثلاثين عاماً
من الحياة التي لم يلحظها أحد ،
أبجّل ظلالكِ حتى مع حلول المساء
منشغلاً بالقليل الذي أحبه
عن الكثير الذي ينقضي !

في ليلةٍ باردة أسمع صوت زجاج يتكسر
أنه لص في المطبخ،
صوت فتح جرارات
ثم صوت غلقها
أفكر هل للأمر الصوت نفسه ؟
كلا إنها ليلة باردة
أعالج بها معزولة شأن حبي هذا
أزعم أنك أنت لا للص
من يتسبب بكل تلك القرقعة داخل
صفاء ليلتي
تاركةً لك الحرية الوحيدة
في أن تغدو لصاً !

أُخفض صوتي
لأن تلك الأصوات التي ارتفعت بالأمس
مثل غبار القش
لا تخلف إلا النسيان.
أخفض صوتي أقل
صوتي الحزين مثل عشرات الطرق
آثرت أن أحبكِ بواسطه ليختفي !

لأعدائي بعض المرح ، لأصابعهم بعض الخفة،
يتجولون فأعداء المرء يتجولون داخل طفولته .
في مكان مثل الحديقة
المعتمة
نركب ظهور الأبقار النحيلة
أنا وأنت
و عند انحناء ظلال الأشجار
تتذكرين الرفاق الأخيرين
و أتذكرُ أعدائي!

نجيء على العشب ليلاً بينما حبيباتنا
لا يقدرن على التلويح
بفوانيس خاملة ، ينبغي أن ندعي أننا عربات
القرى البعيدة
فهو خيار ليس شاقاً للغاية .
نجيء على العشب
قلوبنا مثل الأحذية التي تنغرزُ
و بأسناننا
الصغيرة نتدبر صوت الحصى !

الحب القديم يكاد أن يتلف
أغسله بيدي ثم أوجهه للهواء ،
أدخله في كيس صغير
و أرج الكيس
على مدى ساعات أعالج الأمر
هو رهان لا بد من خسارة شيء من أجله
سيخرج الحب
جديداً لكن الكيسَ هو الذي
سيتعرض للتلف!

أنا راحل مثل مجنون عار
في المدينة يتجاذب طفلان الحجارة
التي سيرشقاني بها
أرى أن أحدهما سيفعل ذلك في النهاية.
لكني أتابع عراكهما
الطريف فيما تتفتت الحجارة
الساحرة بيدي !

مئات من الشوارع أقطعها لأراك،
أهبكِ معطفي بينما نتمشى أو لعلنا نركض
بالطريقة التي نُطارِد بها شيئاً .
قصة حبنا برمتها طائرة ورقية
ينبغي أن نضع يداً بيد أوان الملاحقة
لئلا نغدو أسرع منها !

دستُ على قلب لا أعرفه
تهشم قطعة قطعة و بدا لي أنه لا يمكن إصلاحه
انحنيت لألملم شظاياه فيما كان
الغرباء يهبطون و يصعدون
دون مبالاة..
حسنا ها أنا أسير على أطراف أصابعي
لئلا أكون قد غفلتُ عما يخصُّ
الشؤون العاطفية على الدرج !

لديك ولدان أراهما نائمين مثل دجاجتين
أقبلك بشفتين
قابلتين للطي
و أقول كل شيء صامتاً لئلا أوقظهما .
ولداك يكبران الآن
فيما نحن نشيخ
و على ما يبدو أن الجميعَ قد
استيقظَ سهوا !

مثل البيوت الخاوية قصائدي ،
أكتبها مستلقيا، لا توجد لدي طاولة و مكتب
كالروائيين .
بيوت حجرية أنها ليس غايتي، تباً ليومنا هذا
لقد أردتُ أن أصنع لموهبتي
بيتاً من الخشب !

قرأتْ أمي قصيدتي و سألت
عما تكون تلك الفتاة التي
أود استعارة شبحها الصغير
قلتُ:
إنها محض شخصية مبتكرة .
سألتْ عن البيت
الذي أزوره مداومةً
قلتُ:
أن كل شيء تجري صناعته .
سألت عن المفاتيح
أجبت إنها ليست مفاتيح شقتي
ومثل القراء جميعاً
فضلت أمي فركها واحداً تلو
الآخر
للتأكد من الأمر!

تنزلين من أجل تبديل القاطع
إذ تنطفئ المصابيح فجأةً،
الكهرباء تسوءُ يوما بعد يوم
قصص الحب يحصل لها الأمر نفسه
حيث يندس العشاق في العصر الحديث
مثل الأجانبِ
لكننا نرعى قصتنا
لن نسكت عما يقترفه الكيبورد
و لن نستبدل الشمعة الأخيرة
بالمصباح !

الآن سأجيء و إن كنت دون متاع
فلدي حيل أخرى
لمواصلة الطريق
إشارات بدلا من كلمة أخيرة فحسب.
الآن مثل حيوان ضخم أقبلتُ
مريضاً و متضعضعاً
كانت هناك قصص حب دوماً
في السابق لكنها لا تبدو سهلة الهضم
وها أنا أحبك مجدداً
بالطريقة التي أفرغ بها ما في جوفي !
عامر الطيّب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى