إبراهيم الرحال - حَمَامَةُ الْمَسَاء

من وراء كيميائي الهامدة

وراء قدمي المعطوبة..

تشظيها عثرة مكتوبة بقلم الرصاص.

من عوارها، في النهارات أفتقدها بالخدر

وفي وسني أجول بها

وأجيئك إلى هنالك..

في البعيد.

خلف السوق..

عند فلك المخفورين.

أجيئك لا بثمتي الراتب

بطاقة الروح أجيئك

أعرج على شرخٍ مؤلمٍ

وأتقصّدك بالعروج.

أنسّل من أعضائي

فيسرى بي إلى مكمن الوجد

أحاذيك بالتوق..

وعند الذروة أراك في سرير الوسن

تلبسين غلالة الصّيف

والأشياء مهملة..

مكورة نحو سمائي

ولأنني في كافة الوجد..

في تمام تعطشي

أفقر إليك من جسد مبتلى بصراخ الهرمون..!

أركب لسماءك براق كيمياء الجسد

وعند سدرة المشتهى..

تأمرني ملائكة لصلاة خفيضة

ركوع لشيئك المقدس..

عند سريرك يكون عروجي

ولقدمي المعطوبة أجيئك بلا جسد

ولكفي الإفتراضيتين حينها..

أن تجلو رخامك النيئي

فتستيقظين على حافة اللذة

تمطرين..

تبللين فلاة كنت تُصُمينها بالنسيج..

تكممينها "بالكلينكس"

وفي ليل العروج تسهين عنها

أجدها مشرعة

سافرة تتوّرد..

فأقّبل أرجوان الرغبة

فتحشدني بالسائل المقّدس.

فأحتال مجّرة وسدوم..

شهبٌ ونيازك

وتحتال سمائي لصالة رقص

فيحصبني الله بعظات شتى

ويشاغلني بالحوريات

خلا أن لا أنهل من كأسك

ولا ألج في ميسم اللذة

فننغمس في متاهة الندم..

ذا شيئك محروس بالله ذاته

ولا أملك سوى أن ننفّض في البعيد

ولنا حينها أن نسافر..

نبسط وشاح المسافة بيننا وبين العشيرة

فلا يشترون توقنا بالمليارات

وفي الصلف، يشترطون فديّة لإتحادنا

ثمناً لتكوني لي مكاناً..

وأكون لك كوناً

ننطوي في لفافة العشق!

في كهف بحري على الأطلسي

أجدك لي الضؤ

وفي ذروة الرمل، أنبسط لك أديماً يتوّرد..

وعدُ إنكتب لك في الآمد..

كمن للوقت في السرمد الربوبي

قبل مغالطة الزمان والمكان.

وعد خطه الله في شجرة الحكمة

سهر فيه بالنسخ، ورقة إثر ورقة وخبرنا أنه في قضيّة..

العشق لا تأخذه سنة أو نوم

***

لهذا كله، أنا وانت مكتوبان في وعيه المقّدس حبيبين

على هيئة عصفورين منغرزين في كافه والنون.

ولنا لحظة إذ أن نبدأ في الحلم

أن أعبر إليك درب المسافة

وفي ليل الضجر أجيئ إليك

أنصّبك جسداً

لحديقة التورية

فتفتحين لي كهف الأرجوان

فأخطو بيميني عريس الأفلاك كلها

افك رحط الإنتظار

وأعلنك مساحتي

أنصّبك حمامة المساء..



***



لحفيف عاصفتي المنتظرة طويلاً أشرع نهديك

أناملي دفقاً من الفراشات تحط عليهما

عليهما أكتب لك لغةً بكيميائي الخّاصة

أضع وشمةً..

وانقش عليهما

ما يكتبه الحرير على الحرير

فتشرئبين من حواصل الخدر

وتهتفين أحصدني..

هاهي ثماري موجوعة لحصادك

منطرحة على سور الإنتظار

مضمّدةً دهراً عن يد السّابلة

جاعوا تحتها وبخلت..

إلى حد أن صيروني البخل ذاته

وهم يجهلون، إن شهدي معقود لك أيها القادم من بعيد

في الإنتظار كنت راهبة في دير الوقت

قديسّة في دينك الجديد..

شهدي لك يا من حجز الله لي مقعداً إلى جوارك

فحنّكتني..

دوختني بالبديع

أغويتني بالإشارة

فأسمعتك شفرتي..

رقم الهاتف

فصرت لي الخلود..

صرت قصتي..

صرت لي إسماً

أناديك بالخدر،

فتفرد كفيك على حديقتي

وتحصد حصائلي

وفي سرير الليل..

على الهمس نجدل ضفيرة الحّب..

وعند الوحشة..

أحاذيك مع الصدر

فتضحك الأنهاد

وفي سرب حديقتي تُجري لي مائي

فأنزرع لك فسيلة الوعد.

وتذكرني عندك ربك

تبني لي بيتاً

فأشّب لبلابة على كتفك

وانبت لك في بيتنا أغنيةً

مياسمي تعمرها بالاجنّة

ومن خصوبتي أكون لك ربّة صغيرة

وتكون ليَ كون.



2/يوليو/2022م

إبراهيم الرّحال

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى