محمد محمود غدية - فتفوتة حب

أمسك بهما الحب فى سنوات الجامعة ومابعد التخرج، أمامهما الكثير من التحديات، العمل والزواج، إمتطيا زوارق الأحلام، فى بحور عاصفة وأمواج غاضبة، حتى إصطدم زورقهما بصخرة الواقع المؤلم، مرشدهما الوحيد للعبور إلى شواطئ الأمان كان الحب،
لم يكن أمامه إختيارات، لا بد له من مصارعة الأهوال، والأمواج المتلاطمة الغضبى للحفاظ على الحب
وفى ضربة موجعة غير متوقعة، سددت المحبوبة بوجهه لكمة يسمونها فى حلبات الملاكمة القاضية، أسقطته أرضا وكسرته، وتناثرت شظاياه إلى قطع صغيرة
لا تبين، حين قررت الفوز بعريس جاهز، وكفاها ماضاع منها فى إنتظار عقيم، وسنوات العمر التى تقافزت بها، عصفت الصدمة برأسه، كريح تعصف بشجرة برية وحيدة،
كسا بخار إشتعاله زجاج نظارته بالضباب، وهو يودع شمس أحلامه الغاربة، ثمة إمرأة تملك وجه ملائكيا أشبه بلوحات القديسيين فى العصور الوسطى، ماأن عثر عليها حتى طرحت عنه قسوة الدهر، وكانت له بمثابة الزورق والملاح، وشاطئ الأمان، إبتسمت له الحياة وأصبح وكيلا لكبرى شركات الهواتف العالمية، كما أصبح أب لثلاثة أولاد يمدونه باأسباب العيش الجميل، هاتفه الجوال يحمل رسالة من التى كسرته يوما، تحمل له مفاجأة،
أنها طلقت ولديهم الفرصة للعودة،
- كتب يقول ردا على رسالتها :
أنه تزوج وسعيد جدا بدونها، معتذرا أنه سيقوم بتغيير رقم هاتفه، حتى
لا تتصل به مرة أخرى، مؤكدا لها أن ماكان بينهما، لا يعدوا سوى فتفوتة حب كنستها رياح الأيام، المحملة بغدرها، وزواجها من آخر جاهز، معتذرا أنه يعيش الحب والألفة والأمان مع زوجته وأولاده .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى