د. سيد شعبان - قطرات الندى!

نمت وصحوت وما تركت الأحلام منامي ،تخادعني وتأبى إلا أن تمثل لي واقعا ،رأيت الراحلين تجمعوا ربما شدني بعضهم لعالمه،ولعلني متشوق إلى رؤيتهم ،ثمة ظنون تعاودني كل حين، ها هي الليالي تتوالى والذكريات تتدافع ،أمسك ببعض خيط منها فتفر هاربة مثل غزال يهرب من قانصه،لعين تتبعني رواء جمال ويد دلال!
الجوع يمزق بأنيابه أمعائي،والوهم يقيد بحبله آمالي، لا الروح وجدت متنفسها ولا القلب ألف حبيبه،مثل الطائر مهاجرا أعبش،أرعى الشياه وأمتطي قدمي العجفاوين،ثيابا خشنة ورغيفا يابسا بائسا،حتى وجدتني في عالم البداءة الأول،أشرب الماء نبعا وأطعم اللبن غبوقا،أتعشب النبت طعاما، عالم ما جلس يوما في مقاعد الدرس ،ولا ارتدى حلل العصر وجاب اختيالا أنحاء القصر،فيما مضى منذ ما يقارب الثلاثين عاما، قابلت ذا شهادة متبطل يلوك اللغات مهارة لكنه يعمل بالفلاحة ،ربما عديت بلواه، وسقيت مأساته، مغترب في وطني ومبعد عن ولدي،وتقول تلك حياة؟
أليست الحياة أشواكا ترمينا وهمومنا تبتلينا وظنونا تنتابنا كل آونة ،لي الله من حامل شجو لا يرقد ومسهد ليل لا ينتهي!
أجاور القوم وما يدرون بحالي ولا يعلمون شطر أحزاني،إن تكلمت بعلم نصبوا للتعالم ألف مثال!
ألوذ بالصمت دواء وهو من برحائه دائي، سامرني زكي مبارك والعقاد ،وجال بي في وحي قلمه أبو السامي ،ودنوت من الشعر فكان خدني المتنبي والبارودي ،وقريبا من من منامي ديوان شوقي والجارم ،تعبت من سريري الكتب والأقلام، جواري هاتفي والفيس عنواني!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى