سيدة بن جازية - حنين الجار

حين كنا صغارا
كنا نٱخي الجار
ونعتبره من أهل الدار
نحن لطعم القهوة
في المساء
وحكاوى النساء
وحتى العجوز العمياء
وما كانت تحبكه في دهاء
مع بعض الملح و الذكاء

نسرد أتعاب النهار
وبعض الأذكار
والزجل و الأشعار
ونسأل عن بعض الأسعار
تقليدا لحديث الكبار

يغمرنا صدق و انبهار
بمحبة الأهل و جار
وجار الجار
واللعب من دار إلى دار
تحت الظلال
بين الحيطان و الأشجار
بين بهو وسقيفة و مدار
و زقاق و بطاح و غبار
لا يمنعنا برد و لا قيظ نهار
ترعانا في خفاء عيون الكبار
فيكسونا الحياء
و الاستحياء
و الإكبار
نقيم لهم كل اعتبار
وكلمة أحدهم لا يشق لها غبار
إذا مانصح أو ثار

لا نغضب و لا يعنينا ما قد صار
في حب ووقار
وعجائز الحي في ضمار
من فوضى و انتفاض
وضجيج و صياح
و سعال و عطاس
ومواء و نباح
لا يسلم من عبثنا
باب أو شباك
أو جرس أو مدقاق
أو مزلاج
حتى يغدقوننا سبا و عارا
نقهقه للدمار
في براءة الصغار
و تحدي الغمار
يا لعمار الديار

تشبعنا كسرة وزيت
تجود بها كل صاحبة بيت
أو بعض إدام أو حساء
أو حبات لوز وكستناء
ودوار الشمس
لا ينقطع بعد الغداء

لاتمييز بين الأبناء
والكل يدأب على العطاء
وفي انتظار ٱخر المساء
تنراكم الأعباء على البلهاء
وكل أم ببابها تصيح
هيا ٱدخل لم يعد وقت
الليل يطيح
بين ضحكات ونطيح
يفكون جمع الريح
الكل سيستريح
للقاء جديد مريح

ويتواصل المديح
لذكرى الحنين
بين الخاطئ و الصحيح
بين ما رسخ في البال
وما كان صريح
ومن غادر الدنيا
وهجر الديار
أو رحل يستبدل شقة
للعمار و الفخار
في حي عصري نظيف
وبعض الكادحين
لازالوا للذكرى فائحين
يصارعون الزمن المليح
تنعشهم صولات الاسترجاع
وإشباع الروح زمن الضياع
بلا جيرة
لأحلى جيرة

بلا علاقات مثيرة
بلا حنين
على نفس الوتيرة
أبواب موصوده
وتحايا موؤودة
وذاكرة مفقودة
دون صبيان مجموعه
أو كراس مرصوصة
في مقهى حيي المنقوشة
بأنغام
منظومة
إنها الأجواء المسلوبة
من سياقات الزمن المرفوضة
هل هو الحنين ام الأنين ؟
إنها الأحداث المحفوظة
في الذاكرة المكتوبة
و ا لملفوظة
في حيي العنيق و الحومه
حي جدنا رحومه
و الجامع الكبير
والفطائري و وسط سوقنا المدعومة
بشتى الخيرات زاهية موزونه
نسترجع صورة موثوقة
و مشاهد مرموقة
تحيي. الجار
و الديار
بعد الدمار

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى