مصطفى معروفي - طفل المسافات

فوق بوصلتي
كانت الريح تمرح
ما رأيتم على صدر نافذتي
هو طفل المسافات
كل نهارٍ
يلقن درس الوجاهة للحجر المنحني
تحت دائرة باسمه الوثنيّ
أنا للطريق مناصٌ
وللظل أنشوطةٌ
واعتدال كريم يعدُّ الطيورَ
من الزبناء الكرام له
لي انبثاق الرياحين حين
يجيء اليقين لجاموره بملامحها
ويشير إلى شمسه مطمئنّا
كأن له في الظهيرة ناياً خفياً
كأن على يده صخرة الاحتمال
إلى الماء كان مسيري
وطالبني العشب بالأبْجديّة
لكني أخذتُ العهود من الطير
أن تكون على سوقها وهْيَ
تمدح غيم الصباحِ
رأيت على الجسر طفلا
يحاول إطفاء مقبرةٍ
في الاتجاه المقابل
أبرق بالقرب منه هباءٌ صغيرٌ
فجرَّبَ أن يتذكَّر أحواله المدنيّةَ
حيث تهبُّ عليه عناقيد داليةٍ
كي تشيّد مملكةً للزّبرجدِ تحت سماء
بها النجم يلعب لعبته الرابحةْ.
ــــــــــــ
مسك الختام:
سكب الصباح غناءه
في ضفة النهر العليلْ
فشدا الهزار مغِّرّداً
وعلى مواويل الحبور
صحا الخميلْ.






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى