مصطفى معروفي - للشرُفات سأضحكُ

هيأنا المرحلة الاخرى للسفر المفرح
علقنا التاريخ على أهداب الماء
هو اليوم الأول لي
وأنا أنظر قافلة تتململ
بين خيوط القيظ
وتشرب نسغ القليلولة
حين تمر بوادٍ غافٍ تحرسه
خمس تلال نافذةٍ
كنت أظن النار لها تكْلفة الفيضان
وفي ذاك وَهِمْتُ
فما الحجر المسكوب على ناصية الدرب
جدير بمديحي
أيضا لا النهر
أنا بعد الآن أسالمه
حتى الطير أسالمها
حتى الطينُ
وحتى المقبرة السفلى
وحتى الغيم إذا اقترب الصبح
وغادرنا مبتهجاً
أصبحتُ على فرَحٍ جارٍ
والمطر الأخضر حولي
ينزل قرُباتٍ قُرباتٍ
سأسمي الأرض رحيق الأعراسِ
وللشرُفات سأضحكُ
كلي أملٌ
أن أصعدَ هدنةَ أوقاتي
يجدر بي أن أسبق حبقاً يركض
لأدل الماء على شجر
يقضي الليل وقد ساوره سهرٌ دسِمٌ.
ـــــــــــــ
مسك الختام:
وكنت أظن الشعـــــــــر صاحبَ سطْوةٍ
وأنْ ليسَ في تجْميعِ مالٍ سوى الضنى
إلى أن رأيت الشعْرَ يســـكـــــتُ مطلقاً
إذا هـــــو في نادٍ وقـــــــدْ نطَقَ الغِنى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى