يعقوب المحرقي - فاطمة زهرة الجزائر

عندما نمر بالجزائر
نعبر المرآة
نصل بروح ونغادرها بأخرى
في غاية الجدة ، سامية .
الجزائر تغير امامك الشخص
بطرقعة الأصابع.
(ياسمينا خضرا )
صدفة كانت على وشك العشاء،
صينية ببعض الخبز ،
وقطعة لحم وحليب وجبنة
وجبة فقيرة لطلبة النور
في غربة السبعينات
بساطة الملبس
ومحيا الابتسامة المشرقة
والرأس الشامخ عاليا
وعيون المها
والم سجين داخلي كامن في الاعماق.
فاطمة وسكتت
جلسنا معا طويلا وتحدثنا
عن الألم والغربة والمدن ومتانة الاحذية للمشي والدرس الشتوي القاسي ، والمظلات المتينة
لمقارعة المطر المدرار ، والحقيبة الخفيفة
لمعالجة الم الحمل ،
وعن قمر الجزائر وشمس وهران ،
وعن مالك حداد وغربته مع غزالة اللغة
ومملكة الحرية لدى كاتب ياسين
و شهادة الطاهر جعوت في عين البنيان ،
في العشرية السوداء .
وماتركناه خلفنا من قارات الشوق ،
وتوق إلى الأحبة لا ينقطع
يدور مع عقارب الزمن لحظة بلحظة ،
تحدثنا عن آسيا جبار وعشقها حرية المرأة
ونضالات المرأة الجزائرية
وشرايين الجزائر ، قلبها الشفاف
كنبع امازيغي عربي ينهل منه بكف واحدة،
في راحتها خطوط أمازيغية عربية ممتزجة
في دائرة واحدة ،
تحدثنا عن منمنمات محمد راسم الاستثنائية ، والواسطي وتشابك النسيج
والمقامات التي تسفح الأمل .
وتقطر بشهد اللون وعذوبة القول ،
حدثتنا عن القسطنطينية وسيدها
القديس اوغسطين ، نهل من طيب عنبها هي وعنابة وطاب مولده وشبابه قبل ان يطوب ،ويتوج
في روما ويكتب حكمته لأجيال من الفلاسفة
واهل علم سيأتون في قادم الزمان ،
لم ننسى الاستعمار ،
والنبيل البير كامو الذي بكى في الطاعون بلدا
اصابه الوهن وقتلته العدوى ،
لكنه تمسك بشعلة الأمل ،
وشجاعة وعناد المقاوم محب الحياة.
تألمت لموت امها وقالت حلمت بها :
ترشدني إلى احتراف الطبابة ، فاخترت التمريض ، ثم التطبيب ، لمعالجة أمراض الوطن الكثيرة والكبيرة ، وحقنه في شرايينه املا وكرامة وسعادة وحرية لا تنضب .
ازمنة تتلاحق وتتلاقح ، تلد النور والظلمة ،
وتلد فجر مولود معمري وفرعون ،
وجمر الأخضر حامينا ، ورشيد بوجديرة وآلآف من مفكري الجزائر ،ليس آخرهم اركون.
قرات في عينيها وجع سنوات عجاف أكلت اطفال الجزائر واغتصبت صباياها ، يوم كانت الذئاب
كما رآها ياسمينا خضرا ومليكة مقدم تسرح بانيابها ممزقة قلب الجزائر واحشاءها ،
وكانت اصوات الظلام تتنادى خارح البلاد لدعم الموجات الظلامية الكاسحة الآخذة بنياط الوطن .
بكت فاطمة على أرض تحترق ،
ووطن يسحبه الجلاد إلى الموت ،
لكنها تمتمت :
لدينا شعب لا يفنى ،
يحب الحياة ويقهر الموت ويغني بشجاعة للمستقبل .
ودلفنا للدفء الى حفلةالشب خالد
أنا وهي وكلثوم ،
قالت هو اسم منتشر كالياسمين
يضوع عطرا في بساتين الجزائر ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى