مصطفى معروفي - أنا من جادَ عليهِ النهر بمعطفهِ

من كفّي بزغ الشجر الملَكيُّ
بِودّي لو كنتُ على حذَرٍ أنتظر الطير
تؤدي أدب الاستيقاظِ
فلا نيرانَ لديَ لكي بعد اليوم أشقُّ بها
أرَقَ الأحبابِ
أنا منطلقُ الزخرفِ
أنا آيته
بل فاتحة الشوقِ
وأسورةُ الفيضانِ
أنا من جادَ عليهِ النهر بمعطفهِ
حتى آخرَ مطرٍ منسحبٍ
من غيمتهِ
شائكةٌ...شائكةٌ هذي الأسماءُ
أوَضِّبها فتميدُ
ألا ليتَ لديَّ وصايا النخلِ
فأبحث عن صفتي في
منحنيات الماء
لكي تصهل قمصاني تحتَ
بهاء الشرفات البحريّةِ
لا قمر اليوم يكون بديها
فيضم إليه أسراب الراياتِ المنسكباتِ
لقدْ أصبحْتُ أرى كل طريقٍ
مائدةً قصوى
يجْدرُ بالحجل المخضرِّ الإيواء
إليها
وأرى النايات خيولا ذاتَ جباهٍ
من عسلٍ لا ندّ يغايرهُ...
أعطيت الوقتَ سراديب الليل
بحثت عن الزهو العالي
فغدوت جدارا يغازل مدفأةً
تضمرُ رقص القيلولةِ...
عند مصبِّ النجم الآفلِ
ثَمةَ شرفاتٌ ساهرةٌ
ثَمةَ مقبرة تضحكً
قبل اليوم عَلِمْتُ بأن النفْيَ
له عيونٌ متّسِعَةْ.
ــــــــــ
مسك الختام:
ويجري الحديثُ أمامي فأُصغي
وإنــي بِـــــذاك الحديـــثِ لأدْرى
ولو شئــتُ قـــــــاطعْـتُ قـــائلَهُ
ولكـــنْ أنـــــا بالتــــأدُّبِ أحـرى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى