يعقوب المحرقي - ماذا في رأسك؟

لم يفق بعد من نكباته ونكساته وهزائمه وماتبعها ، قصص من الحب الفاشل،
دزينة من المغامرات الهابطة ،
عشرات من الافكار المعطوبة ،
ومئات من التجارب المتساقطة ،
كنستها رياح لم يعرف مثلها قبلا.
جلس إلى قرطاسه وانار قنديله ،
راى ذبابة تطن حول رأسه ،
عرف ان رأسه قمامة ،
و بان الورقة امامه قد تكون فاصلا
بين عصرين او حقبتين
من حياته التي لا لون لها ولانكهة .
امسك برقبة القلم وهزه فأفاق
واحمر وجهه ، توجعت الحروف
وبكى القرطاس .
حان وقت المؤجل ،
من اعلى الصفحة رسم القلم خط سيره
ووضعت الصفحة خطوطا كسكة القطار .
تداعت الكلمات منحدرة كأنها لافا البركان .
إقشعر جسد القلم وبدأ في التمتمة الهامسة اولا ،
أتبعها بمايشبه النشيد المخنوق ،
فكرت الرأس قالت :
سأعيد كتابة الملاحم الكبرى ،
وضع القلم ارقاما :
اولا المهابهاراتا الهندية ، ثانيا جلجامش بوجوهها البابلية الآشوررية السومرية ، الأوديسة والإلياذه ، الإنيادة .
خرجت الأرقام عن سكة القطار ،
فاستراح القلم وواصل القرطاس :
الشاهنامة ،
(الايدا ) احتج عليها القلم فسجنها بين قوسين .
هذا ما افعله الآن سبقت اليه :
"سنوري ستورلسون" مؤرخ دخل محراب الفايكنج وشرب من حليب جاموسهم ،
لملم اساطيرهم ووضع كتابه العملاق
كزعيم من زعماء الفايكنج الهاربين
إلى جبال اسكتلنده ،
بقيت بعض الأساطير التي خلقها الإله
واتمها الإنسان ، مثل الأديان والقرابين والنجوم وغيرها .
قال القرطاس لن يكفي فلاجعل منها مكتبة ، فصارت ، ثم قال مدينة فشيدت ،
فامل فيما هو اكبر فصارت قارة للعلم وقارات للجهل ، تلقح احداهما الأخرى ،
فصاح ليس بالكلمات وحدها يحيى الإنسان ،
فوجد الخبز والبقرة .
نام قرير العين ولم يعد الى كتابة الملاحم
لأنه كان الخالق والملحمة ، كان الإنسان البهي بعلمه المحترق في حريته ، الشغوف بمحبته .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى