مصطفى معروفي - يَلزَمني أنْ أرْتَبِكَ

حين توسدتُ يدي
كنت قريبا من حجر الله
ألملم قائلةً شاردةً
تحت جفوني
أسأل عن موجي الموقوتِ
لقد كان البحر يدجّج عينيهِ
بسماءٍ فاتحةِ الوجهِ
وموجي كان غفيراً
ينهض للسفن الليليةِ يغبطها عن
سعة الإغواء لديها
ثم يميل إليَّ ليغفر لي أن
أتلو آيته
ها هي ساحرة الوقت اتّأدَتْ
قد دأبتْ تعجن كوكبها
داخل قوقعةٍ
وكثيرا ما زعمتْ أنَّ أصابعها
نسفتْ سنبلةً يانعةً
تحت المطر الرحْبِ
وقالتْ
لا جدوى من ألقٍ ينزل
من رهَق الليل يبللهُ أُفٌقٌ
لا يؤنسه أحدٌ
لا نُدْحةَ يملكها إلا أن يرتبط الظلُّ
بصاحبه الموثوقِ
ويقرأ ما تخفيه الطيرُ إذا
عبَرتْ ساقَيْهِ
يَلزُمني أن أرْتَبِكَ
فهذا الشجر الكائن بمحاذاةِ الماءِ
غداً سأكونُ حَريّاً بغوايتِهِ
أُدْمِنُ خضرتهُ
وسأعرف منه عُرْيَ الأوقاتِ
وكيف بَدَا الجبلُ النائمُ مطّرِدا
في الكينونةِ
والأطلسُ يكْلَؤهُ بعنايتهِ...
للّيل عيونٌ
وكذاك الغابةُ
والبجعُ الأوْرَقُ بينهما يحتاجُ
إلى مِرآةٍ صافيةٍ...
ــــــــــــــ
مسك الختام:
يا ناثرَ الشوْك في جوف الطريق ألا
تدري بـــأنـــك يـــومـــاً أنتَ دائسُهُ؟
مــــازالَ عيــشـُــكَ والأيامُ دائــــرَةٌ
وأنـــه قيــلَ:"يجني الشيءَ غارِسُه"







  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى