يعقوب المحرقي - في شتاء قادم تذكر الجار

ها هو الشتاء قادم
قاتل الفقراء
مثل بارون قاس مسبوق بشرطته.
( جان رشبنه )
شاعر وقصصي ومسرحي فرنسي
1849 - 1926

الحقد هو شتاء القلب
(فيكتور هوجو)
كاتب وشاعر و رواني فرنسي
1802 - 1885


عندما تصل إلى درجة الصفر ولم يعد لديك حطب لمدفاة القلب
وقفازاتك مثقبة كالغربال
ولفافة عنقك تخنقك كالمحكوم بالشنق
وصحنك يطلب الرافة لانه جائع
وركبك تتحلل كالماء
وكاسك تكاد تتكسر من الرجفان
وقدماك تطلبان العتق للبحث عن نار
واسنانك تصطك و تهرب من فمك الى حيث ا لمدفأة
وظهرك يتفكك فقرة فقرة
تتدحرج نحو النار
والفراشة يحرقها البرد القارس
وراسك يضربه فاس الشتاء
بدامي قوته
فانزل من عرشك المطعم بالغرور والادعاء
وتناسى الكبرياء المنفوخة كاوداج الضفادع
واذهب الى جارك الفقير
الذي يقتسم رغيف يومه
مع القطط السائبة
جارك الذي تجاهلت كينونته واحتقرت كيانه واهنت وشتمت اسلافه واخرجت امه وابيه
من قبرهما عدة مرات
في منتصف الليل.
انحني لجارك الفقير ،
الغني كرامة والعصي على المذلة
وقبل قدميه وراسه واعتذر
عما فعلت به لسنين طوال .
قلبه دافيء كبير وفيه متسع لك وكلبك وعكازتك وجواربك الممزقة وشال عنقك وفقرات اظلعك سيدخلها الجار برحمته الى داخل قلبه الدافيء الكبير حتى نهاية الشتاء وستخرج انت وقبيلة التافهين معك الى جنة الربيع دون ان تشكروا الجار الرحيم وقلبه الحاني الكبير ، ودفء رحمته
التي حصنتكم من قاتل الشتاء فعليه الشقاء ولكم نعمة الشتاء .



يعقوب المحرقي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى