يعقوب المحرقي - أنا المقيم في دواخلكم

زرعَ القلوبِ وشدّ اقفصةَ الصدورِ
فأجبتهم : ومتى سترفعُ راية
النصر الاخيـــرِ
زرعُ الضمائر في النفوس
العارياتِ من الضميرِ .
أترى العفافَ مقاس أقمشة؟
ظلمتً إذن عفافا
هو في "الضمائر" لا يخاطُ
ولا يقصّ ولا يُكافى
مـنْ لـم يخـفْ عـقبى
"الضميـر" فمـنْ ســواه لـنْ يخافــــــا .
(محمد مهدي الجواهري )
1899 - 1997

نستطيع الهرب من كل شيء
ما عدا الضمير .
(ستيفن زويج )
كاتب و روائي نمساوي
1881 - 1942

الضمير هذه الشرارة الصغيرة
من النار الإلهية.
جورج واشنطن
رئيس امريكي سابق
1732 - 1799



تأنيب الضَّمير ، عذاب الضَّمير ، وخز الضَّمير :
ما يحسّه الفردُ من عذاب أو ندم
أو اتّهام لذاته بارتكاب غلطة
أو خطأ نتيجة سلوك قام به ،
حَيّ الضَّمير :
صادق أمين ، صاحب ضمير يقظ .
(المعاجم العربية )
متناه في صغري ،
لا يراني أحد ولا يحس بكياني
من انا مقيم فيه ، لي ساعتي الخاصة بعقارب من ذهب
ولي روزنامة من العقيق ومنهاج تسير عليه قدماي المخضبتان بحناء الوقت ، لي شبكة من خيوط الحرير تربطني بعقلكم الدوار ،
السيارات والكواكب والنجوم الدائرة لا تلحق خطاي ،
الراجفات والساجدات والراكعات
لا يفقهن مني شيئا .
علماء الجريمة والآثار يلهجون للوصول الى كنه كينونتي
دون جدوى ، الملتحفون ليلا
بغطاء النجوم ونهارا
بشمعدان الرجاء
لن يجدوني في بأسهم ولا ياسهم . منطلق كالسهم في عالمي اؤثث غرف القلب بريحان المحبة وقناطير الفرح ، اتجلى وانفطر ولا انكسر
ولا اموت ولا تاخذني سنة ولانوم اقوم القيام واحذركم الزلازل والكوارث
وامنع وانهر السكين والخنجر
من الوقوع بين يديكم ،
اعلقها على رقبة الجحيم
اعرف المداخل والمخارج والمتاهات ، منهمك في تسلسل الماء في جداول الفكر ،
يدغدغ صدر العصفور ليغرد
في اذانكم المخيفة بشعرها وشمعها وما خزنتم فيها من قاذورات الوقت ،
ومن صدا تفكيركم العقيم .
أنا فاكهة الرحمن اليماني وقنطار الذهب وسلسلة الزمان ،
انا وهج الشعلة إلى جبال الارباب ورتاج الحرية اكسروه اتحرر
من خيباتكم وثقل عنادكم .
لست صغيرا و تصوروني كبيرا عملاقا اقبض الروح واطيح بالممالك ، انا حنطة اللسان
انا الفصيح ودرع المقهورين وترانيم الليل البهيم على عتبات النهار.
انا شراك لصغائر وكبائر الخطايا ومفتاح جنة التسامح
في لحظة اكاد اختفي من الصغر ولحظة اخرى اتوازن
على قدمي الراسختين وانسرب
في قيعان الانهار كحصى صقيل يجري الى المصب .
انا لعنة شديدة الباس كما كابوس الشيطان على القتلة والسراق وناهبي الأوطان ومغتصبي النساء والأطفال ، انا شبحكم المخلوق
من زنجبيل التاريخ
أشعل الجبال والسهوب
فلا تحرقني النيران
اسد الغابة في عرين
مضمخ بدماء الفصول
ودموع الايام
قارعة الطريق وقرب الحليب منادية في اعالي الجبال و في الوهاد
تحملني الرياح الى صدوركم فانام غافيا اغالب مآسيكم وحروبكم واتابع بعين الصقر ما تلبسون من كوارث
من قدري الى حياتكم
ومن فزعي الى سعادتكم
من املي اغذي يأسكم
ومن شجاعتي بأسكم
جذري متجذر في طفولتكم
لكن لا اصحو الا حين يوقضني
جرس التوق إلى حرية النور
اصحو في وردة شبابكم
لاغسل بتلاتها بعبقي وطيب روحي واسفح من بريق مقلي لراحة نفسكم وانيس أيامكم .
هل عرفتم من يخاطبكم؟
أنا ضميركم الصغير الكبير الساهر على تحصين قلوبكم
انا ضميركم الذي لايخبو ولا ينام لكم وخزي ولكزي
وقرصاتي و دغدغتي
فان نمت ذهبتم الى الكارثة
وذهبت معكم الأوطان
خزي لكم وخزي وشرف لي وخزكم .

يعقوب المحرقي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى