يعقوب المحرقي - امراتان في حرير العشق

إلى زهرة الشر
وشرارة الشعر بودلير .
"توشّـت ببهاء الأنثى
كما أول سنا القمر في الأفق
ما أحلى الترف في طلتها!
بمقدم نانا – والد إنانا
القصر بارك لأم إنانا (ننكَال)
من عتبة الفردوس جاءت الكلمة :
"أهلاً" "
( الشاعرة انخيدوانا
ابنة سرجون الأكادي)

"الحب خلق في المرأة
امرأة جديدة
لم يعد لها من ماض
كلها مستقبل
وعليها نسيان كل شيء
لتستعيد كل شيء" .
(هنريه دو بلزاك )
روائي فرنسي .

"مرة اخرى يقودني الحب
حتى الاكثر انزياحا
من لحاء الشجر
الكائن العذب المر
الذي لا شفاء منه" .
"الحب براعة حائك الفنتازيا والحكايات" .
(سافو) شاعرة اغريقية.


الحب كلمة منزلة مقدسة من جنة كانت تدور على الكواكب وتلتقط جمر الحكايات لتشعل قبس الشهوة ونور المحبة .
صديقتان في الفقر
تعمدتا بماء العشق
تشربت خدودهما بوردي الرغبات
تطهرتا بتسبيحات مساءات الدمع وشربتا نبيذ الشهوة من ينابيع العفة
ضحكت لهما اشجار الرمان
و ازهار الياسمين
وفرحت بهما تغاريد الطيور
وجنة الملائكة
واشتاق لهما القمر المقيم
بين الأرض والسماء
وتراقصت لرفة جنونهما
طلة الصباح وغسق المغيب.
تجيئان النبع
خفيفتان في شفيف الشوق
فيصبح رحيقا ناصعا بالذهب
تعبثان برقيق العقيق
في لجة الأزرق
وترتادان ورق الحناء في ظلال الزيزفون
تسحقان الزعفران بجسد الظلال تناجيان في بهيج اللذة رقراق الماء
وتنسجان من عسل القطاف
مناديل مشفرة
بعلامات الضوع وفرحة الخيال .
الفتاتان شبتا فتكورت النهود
وامتلأت الارداف
واستدار المقام
وعبق شعرهما بنور الضحى
وخرج من حنجريتهما رخيم الصوت وتغريدة الحسون
تراقصت في لمعة عيونهما
شهوة تستغيث بوهج الربيع .
تنهلان من عذب قطاف
" املي ديكنسون " وترتلان ما تيسر من " فرجينيا وولف " وضعت بعضا منه في جيبها وذهبت بهدوء إلى النهر حيث ينتظرها الموت.
تغذيان الروح
من انفاس " سافو " المتيمة وتسرحان في معبد الحب
لدى " انهيدوان" الهة العشق المخملي المطرز بالزعفران .
الفتاتان كانتا كبرعمين
على غصين بان واحد مرتجف يتثنى كلما هزه نسيم شارد تاه ونادى الق الجحيم ووهج الانسحاق
القرية التي ينام اهلها على تكفير الحب عصي عليها العاشقتين
لربيع القلب
سملت عيون القرية كراهية الغريب فاستفز القاضي بحكم الإقصاء
هرع الرعاع بسكاكين الحقدوسيوف البغضاء
كلابهم تسبقهم في مطاردة الفتاتين حتى عنان السماء.
الجميلتان بارجل النوار
على رفيف العود وباجنحة التوق طارتا إلى الملاذ .
في البعد " سافو " اميرة "لبسوس"
سيدة القيثارة وملكة العاشقات
متوجة بغار النور
فتحت بواسع الكون ذراعي العشق
كجناحي ملاك رباني اهل للعيد
دخلت الفتاتان في فتحة وردية شفافة بين الذراعين
فتحت سافو
للسحابة البيضاء فخذيها
فرونقتها السماء بسنا البستان .
في المساء بين رقص وهمس وكأس
نامت الطفلتان على وقع قيثارة الريحان في الجزيرة
القوارب الموشاة باعلام قوس قزح
في انعكاس اشرعتها الباهرة
على لجين البحر
تنثر لؤلؤا لنهارات الزيتون
وتغني بكؤوس "الراكي"
ولحن القيثار بين الفخذين : اناشيد هوميروس وحنين "هيلينا" الى نشوة سرير الإياب
وتغريدة الحسون للذيذ غرام الماء .

يعقوب المحرقي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى