يعقوب المحرقي - القاريء المسافر

إلى كالفينو

ربما في ليلة شتائية
قرا مسافر في رحلة قطار .
كل قاريء بذاته مسافر يرتاح ، او شخص ما يعود إلى بيته .
ألبرتو مانغويل

المجنون لديه طية زائفة في مخه.
(ميغيل دو سيرفانتيس )
من (دون كيشوت)


ربما انتظروا على الرف عامين ؟
غرقت الدار بماء المدرار
جرف السيل ما استطاع حمله من مدونات رؤى وتواريخ ومذكرات تشي برغبات محرمة ، وافكار ممنوعة ،
وصور من زمن الإيروتيك
مر الحول وطارت طيور الاغلفة
في مناقيرها سلال من كتابات العذاب ورباطات من تفاح الفرح وقرائن تفضح الجرائم وقصاصات تفك الالغاز
واصفرت الاوراق تعاضدا مع الشجر.
وتكسرت تحت اقدام الجرذان
حمل بعضها الحمام لبناء ملاذاته وبالت القطط السائبة
على ما تبقى
السيل استمتع بالعناوين فوجد البحر والمطر صديقين يعاقران عصارة القرطاس المصفر في حانات الخيال
كانا يقران لبعض عناوين
منفوخة كاوداج الضفادع حين النقيق وعند ثورة الرغبات .
تبادل التنائي واحدا إثر آخر : انشودة المطر ، الشيخ والبحر ، عمال البحر ،
موبي ديك ، المطر قبل الهطول ،بعد المطر الطقس الجميل :صلاة من أجل المطر ،اصغ إلى المطر , سأعود مع المطر ،مطر الصيف ،حب المطر حب للحياة ،
تمطر في الحب ،تمطر نجوما ,تمطر عصافيرا ، تمطر في الجنة ، ،وعد المطر.
فلنرى حصتي قال البحر وقرا : بيت على حافة البحر. ، عشرون ألف فرسخ تحت الماء , مراة البحر ، المكتبة البحرية وتوقفا عندها يتخيلان مكتبة الاعماق وشعار سمك قاريء سمك عسير الهضم ، كتب لا يذيبها الماء و لا تفنيها النار.
مع تراقص البندول المتراخي على الجدار عاث عفن الوقت في القراطيس وعافتها قبائل النمل في هجرة الشتاء والصيف.
مر زمن الورد ووقت بيض الصرصور وكدت النملة في مسعاها لجمع عجينة الورق كلقمة مباحة للجوع الفادم على ارجل من رصاص ..
باضت الذبابات على الصفحات الأولى فتركت نقاطا سوداء اضاعت المعنى واشاعت الفوضى.
اغرورفت اعين الابطال والبطلات بسم الحروف ، ولونت ماتبقى من قرطاس ، نزل الدمع في السيل فاستقبلته الاوشاب والترسبات بقرف وتلف.
تذكرى المكتبة في الليل المكتوبة بكحلة الظلام ، يجول ابطالها ويمرحون
في نبيل النبيذ ويؤنسون الليل بالقيثار وشمعة ألبرتو مانغويل
على طرف اللسان .
البعض لم يصمد والاخرون هاجروا ألا كتاب عنيد الكلمات
قاتل بالسيف كالابطال وحطم الرياح دارا دارا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى