عبدالكريم الناعم - الرّحلة

صاحبُ البستانِ جاءْ
ما الذي يَبْصُرُهُ الآنَ وما ثمَّ غِطاءْ ؟!!
إنّهُ ذاتُ الذي جَهَّزَهُ لِلرحلةِ الكُبرى
وأوْصاهُ
وشَذّى عِطرهُ
ذاكَ المساءْ
ما الذي يَفْعلُهُ الآنَ
وهلْ ثَمَّ كلامٌ
والمسافاتُ انْتِهاءْ ؟!!
مثْلما فاجأْتَ طفلاً يَسْرقُ الحلوى
وكانَ الهَلَعُ المَخْفيُّ أعلى
أيُّ عُذْرٍ ؟!!
يَتُها الأرضُ خُذيهِ ،
ساخَ من فَرْطِ حياءْ
أَهوَ الخوْفُ أم الْ.. ؟!!
مُطْرِقاً كانَ على بابِ الرّجاءْ
هو لا يَذكُرُ
هلْ كانَ على وَجهِ الذي فاجأهُ
ظِلُّ ابْتسامٍ
أم هوَ الوَهْمُ
أراهُ بعضَ ما يُرجى
فَأَغْضى ؟!!
هو لا يدري
ولكنْ
ربّما
أوْ
ليسَ يَدري
أَتُراهُ لَمَحَ اللّطفَ على ذاكَ المحيّا
في زمانٍ شَفَّ حتى كانَ أنْقى من مرايا
صَنَعَتْها كفُّ خَلاّقٍ بهيٍّ
منْ رُقاقاتِ الهواءْ ؟
أَتُراهُ لَمَحَ اللُّطْفَ كما كانَ يِشاءْ ؟
أمْ هيَ الرّوحُ إذا داهَمَها خوْفٌ جَليلٌ
تَمْزُجُ الياْسَ بِشَهْدٍ من رجاءْ

حمص 1995

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى