يعقوب المحرقي - ذراع اوبو الجديدة

"العجائز يجب اغتيالهم شبابا"
( الفريد جاري )

"الحرية
هي أن لا تصل أبدا على الوقت"
"اوبو -
(الفريد جاري)
كاتب مسرحي فرنسي
من المدرسة الرمزية.
1907 - 1973


لشعوب الماء والنار والصحراء
ومدن الملح
وناطحات السحاب
ومدن الرماد
وتلك المدمرة بالطاعون
وتلك النائمة على قبور اوليائها
والتي هزتها الزلازل والتي غرقت
في الماء لهن جميعا صلى الرعيان وصام الكهنة .
في حياكة دساتير المدن البلاد
وفتق ورتق رقاع قوانينها ونواميس موطنها التي دبجها ناعسا
او ثملا على كرسي حمامه وملاذ خرائه المذهب المزخرف بآيات
كتاب لوثة عقله المقدسة
نضده كالألماس قطعة بعد اخرى، وتوجه بلؤلؤة مثل تلك التي اختفت من الهند فوجدوها ذات يوم متربعة تشع على راس اعظم ملكة حكمت عائلتها قارات من العبوديةوالتعذيب والمقاصل .
كان قناصل التاج صيادين
مهرة في إرهاب الحيوان
وسرقة الألماس والعاج .
في مذكراته خصص فصلا للصلاة على ذراعه التي فقدها هربا
من شرطة الآداب
قفز من الدور الثاني
من ماخور رخيص للدعارة السرية اسمه " جنة عدن".
ذكر في الحاشية مكارم الذراع وافضالها، وكيف سار الركب
يتصدره القساوسة والرهبان
وحملة النواقيس
وعربات الزهور
والتشيد الوطني وفرقة الخيالة .
وفي المذكرت كأنه يتكلم
عن رجل آخر :
الشهيدة ذراعي اليمنى طيب الله ثراها انقذتني من موت محتوم وقدر معلوم
وذهبت تتدله الى الهها
فغنت ورقصت لها الكنيسة وحياها الشعب بالتبرع بشهر من راتبه لبناء ضريح خاص بها .
بعثتني المدللة بدعاء الملائكة
الى الحياة بفضل تضحياتها بحياتها :
كانت الوحيدة من شعبي الخامل
التي تعرف اين ومتى تندس
بين الاجساد الندية وتقطف
لي اجمل الوردات
كانت ايضا تنفس عن غضبها
بصفع الوزراء ومداعبة الخادمات وترسلني احيانا للعبث بأموال الدولة فكنت اوبخها لأن اموال الشعب حق وخط احمر .
مراسيمه الرآسية كان يزنها
على ميزان الرعب
تتصدرها اوامر الإعدامات
بتلذذ يخطها متربعا كالإله
على كرسي الرآسة
المطعم بالعاج والمزخرف بالذهب .
الموت والقرارات الصعبة
في الطائرة والسيارة
ومن قبره اكمل ماتبقى
من اعدامات ومات .
في شريط ذاكرته التي حفظها للأجيال القادمة لتدريسها مع العلم الوطني والتشيد الوطني .
في طفولته شنق قطة واغرق بيوت النمل بماء النار .
اسقط اعشاش العصافير
ذبح الصغار وكسر البيض .
كان على وشك انتاج فيلم
من عرق الفقراء عندما غرق
هو في غيبوبته الإمبراطورية الباذخة فكلف الدولة ثمن الأحياء
لأجيال وأجيال كثار .


يعقوب المحرقي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى