هند يوسف خضر - غربة أرواح

عندما داهمني القلق شعرت بمخالب الوقت تنهش لحمي ،ثواني البعد أطبقت فكيها فوق حشرجات صوتي، بضعة كلمات تساقطت بشراهة انزلقت من فمي كما ينزلق وليد من رحم أمه ليعلن أولى صرخاته ،ضاجعني الصمت فكان الضجيج وليدي...
إنها المرة الأولى التي أسجن فيها دموعي بداخلي ،أحاول الاعتياد على عدم الاعتياد ،أكرر المحاولة لأقسو وأصنع في داخلي امرأة ضد الرحيل والصدمات ،بين الممكن والمستحيل ،النعم واللا ،الوجود والعدم أكاد أفقد ذاكرتي وتبتلعني تلال من رماد ..
شعور الغربة عن روحي قذفني إلى أبعد مدى ، لم أنوِ هدم ذاك الجسر الذي سهرنا ليال طويلة في بنائه ولكني أردت الإعلان عن فاصل قصير لأسمي الأشياء بمسمياتها ..
‏ابتلعت إحساسي كما يبتلع البحر أحاديث العاشقين لعلني بعدها أعيد جنون البحر بحفنة ملح ..
‏ حاولت المضي قدماً نحو أرصفة تخلو من دعساتي لعله بعدها يرشد أخطائي ..
‏ صارعت لذة عنادي بالبقاء على قيدك ..
‏ صارعت لذة كبرياءك بالبقاء على قيدي ..
‏قد نمارس الهدوء حد الاحتراف لكننا حتماً سنفتقد للضجيج ،ستفقد نوبات جنوني وسأفقد نوبات صمتك لكن لابأس بالمحاولة عسانا نجد ما أضعناه من أيدينا عند مفترق قلب ونبضة ،عند مفرق قصيدة ضجّت بنا أو بين طيات قصة عشق بطعم اللوز والسكر ...
‏هي غربة تقترب من أرواحنا ،بيننا وبين الاحتضار قاب قوسين أو أدنى ، أخبرني ما الذي سيحدث إن تغربت الروح عن الجسد للأبد ؟

‏هند يوسف خضر .. سوريا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى