يعقوب المحرقي - لأنك فيروز

قطر ندى ربيعي السرمدي
كلثوم في محفة الماء
"ورقو الأصفر شهر أيلول..
تحت الشبابيك
ذكّرني وورقو دهب مشغول..
ذكّرني فيك"
"انت وانا ياما نبقى
نوقف على حدود السهل
وعلى خط السما الزرقا
مرسومة طريق النحل ..
انا ومتكـــية ع بابي
مرقت نحــلة بكّير
غلّت بزهور الغابة
وصارت تعمل مشاوير"
لأنك الماء الذي يغسل هموم الحياة ووعثاء الشقاء اليومي
ويجري في سيقان الشجر
وفم الوردة زلالا صافيا
كنهير يلاحق الفراشات
على طريق النحل
لأنك ورقة من الأخضر القاني
ذهبت لترتوي من النبع فراتها غزالة الربيع وحملتها الى بستان الحنان
لأنك شحرورة صدحت حين جرى الجدول مبشرا تحت قدميها
تنادي صغارها لطري الغناء
فرؤوا البطات الزاهية والإوز الأبيض وثلج حرمون يغط كوريقات اللوتس
فوق مرايا الماء
لان بردى وطمي النيل ونهر الأردن والليطاني والعاصي والدامور
و البارد حين التقت النيلين
الأبيض والأزرق
تداخلت وتشابكت اصابعها
كعشاق ذاهبين الى طلة الغروب
على جبل لبنان
لأنك محيط قلوبنا ومحطة رغيف فرحنا اليومي ودبكة اشجار فرحتنا
وقناديل تؤرجحها احلامنا في سماء شفافة كقاع النهر المنساب
على تلال الضيع وبين ظلال الغابات
تهديه الأشجار اوراقها الخريفية
ذهبا اصفرا كورق ايلول
يحمله غذاء لبناء قارات
من نور الأمل في عمق ظلمة الحياة
لأنك القلب الراجف كالساقية
في ضيعة النسيان تحمل المراسيل عناقيدا من ماء الحياة الى زمن الغضب وروح الأرض المنسية
لان نواطير العنب شبعوا نوما
وسرقت الثعالب الكرمة
وسكر البستان
طفر الدمع في مآقي الصبايا المنتظرات بلهفة على قمم الجبال
فرسان الأحلام
في قشيب الفرح وبهجة الياسمين وزعفران نيسان انتظرن وانتظرن حتى شاخت الخيول وجف الليل ويبست النجوم
لكنك الحياة وماؤك يجري في نسغ الأرض وترانيم النواقيس وتراتيل النور والنوار
لأنك انت نغمة الناي ونجمة الماء
التي لا تغيب وموسيقى النهر والجدول والسواقي على ذرى لبنان
لأن الحجل والشحرور وطير الوروار والحسون وعصافير الماء تجمعت
في فرقة لتوليف القلوب وغناء الحياة وقراءة الماء
وتذكر النهار على سفح الليل
والربيع على ورقات الخريف
والشتاء على ندف الثلج
عند منابع الأنهار
لأن صوتك هذه الباقات الحيية
من الشجر والجبل وماء الحياة
يعيش لبنان
ونعيش معه في إلفة وحنان .

يعقوب المحرقي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى