يعقوب المحرقي - شلال الورد وبحيرة الياسمين..

" بي جوع الى ضحكتك
ضحكة الشلال
والى يديك بلون صومعة
الحنطة الحنقة
نعم بي جوع للحجر الشاحب لاظافرك
ارغب في أكل بشرتك
كلوزة لم تمس ".
( بابلو نيرودا )

اسبح في الشلال الشمسي
اسبح في ذاتي
غارقه في عظمتي الذاتية
كنت الوتر العظمي الذي ينزع ليلا اطواق العاصفة
( اوكتافيو باث )

" هنالك حيوات مثل الشلالات
واخرى مثل البرك الصغيرة "
( ميشيل بلاك )


كلثوم كنت وردة وصرت بحيرة
كنت برعما واصبحت شلالا
هكذا تجري الانهار وتتبدل المياه
وتبادل اليابسة رسائل التوق والشوق
الماء المنهمر الى المحيط يحمل اسرار العشق ومفاتيح الحب
المحيط يشرع ذراعيه لاستقبال الزائر المندفع بهدير المحبة
وطري القبل الى حضن الطراوة وزرقة العناق
بخدين تسطع عليهما خيوط الذهب صباحا وتنسل الى حريرهما عند المغيب
زمن من الحب لا يراه سوى
من مسه ضوع الوردة
وطوح به شذى الياسمين
كان البرعم يستصرخ
الأرض والسماء
يخفر ليلا ويحفر عمقا
وينشد المطر صباح مساء
تاتيه الطيور ويعبره بلا مبالاة السابله ويعاند كل صلد وصلب ويصل اليوم باليوم ناسجا خريطة للبقاء وملاذا لجوهرة النقاء
تمر عليه الفصول وتتكالب الانواء فيزداد عنادا وصلابة
حاملا قوسه لمواجهة الرياح
ينحني ولاينكسر
يلين ولاينحني
يصر على البقاء واقفا
متحديا العصف والقصف والبرق
(كوبيد) في كبد السماء
يتجاوز الزمن فيصبح شجرة
وتاتيه العصافير بريحان الغناء
وتجيئه النحلات بزاهي الرقص وتحمل اليه الفراشات القبل
ويصدح تحته الأطفال بعبث الصباح
هي الشجرة الآن
يملؤها كبرياء الورد
ويجلل راسها تاج من الالوان
هي الحبيبة التي كبرت
بين غناء الطيور ورفرفة الفراشات
وضوع الأزهار
هي ايضا الظلال التي غفت تحتها صغار القطط وسرحت في رباها الغزال
وهي غزالة الكون وايقونة الأعراس وحناء العروس واجراس الميلاد
هي مستقبل عالم مجنون
يجنح الى الغرق في دوامة
من العنف والنسيان
هي زورق النجاة لقائد السفينة
التي هدتها صخور مجهولة
في محيط الظلام
وهي الفنار ومنارة البحارة
وملاحي الفضاء
هي الشجرة التي رسمت علامة
في السماء تبز قوس القزح
هي شفرة النجاة لطائرات
تكاد تطيح بها العواصف
الى قيعان المحيط
كبرت الشجرة
ونثرت في سماء الحب ورودها
وفي مسارب الماء عشقها وحبها واملها البراق
كبرت
فصارت الورود شلالا من الالوان والبريق والزخارف الموشاة
بنكهات الكون وحنين الكواكب
كبرت فصارت شلالا من الورد
وبحيرة من الياسمين
واينع رونق المحبة وجذر الحنان
في فؤادها يغني الصباح
ويحيي النهار
ويصدح للكائنات والنور
بانغام البهجة
هي كلثوم البرعم والشجرة
وهي شلال الورد وبحيرة الياسمين
مستغيث الفؤاد بشلال ضحكتك
وهمسات يديك بلون الربوة العاشقة
حين يصدح طارق الحب في عمق سماء المحبة
تنضد النجوم فرائد الأريج
وقلادات النور وتاج الحنان
لتوشحك ذات سهرة راقصة
في افق الزمان.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى