أسامة إسبر - شجرة تهدهدني وأخرى تطبق جفنيَّ

هل تفكّر بنفسك عابراً أم مقيماً؟
انظر تحتك: الطريق الذي تسير عليه
يحلّق الآن في الفراغ
كما لو أن له جناحين.
بعيداً داخل نفسي
هناك محطة لا أستطيع الوصول إليها.
بعيداً خلف كل ما أراه وما لا أراه
هناك محطة مهجورة
على طرف شارعٍ تم إغلاقه.
أمس وأنا أتجول في الغابة
كانت الأشجار تمشي فيّ
هي وجذورها.
على طرف الغابة نهر ليس عميقاً
ربما قصر عمره
ولم يتبق له إلا القليل كي يجفّ.
غير أن الماء الذي فيه
تدفّق في أوردتي
فأورقتُ وتغلغلت جذوري في الأرض
وارتفعت أغصاني وتفرعتْ
وجلستُ في ظلي
مستأنساً بوحدتي.
على الطرقات،
يهدر نهرٌ من المعدن
غزيراً كنهر المسيسيبي
كلما اشتدّ تدفقه
تصحّر ما حوله.
نعم، سأصغي إلى الأشجار
كما لو أنني أصغي إلى نفسي.
حين أنام
أرى في حلمي شجرةً تهدهدني
وأخرى تُطبق جفنيّ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى